شهدت العاصمة الأوكرانية كييف أمس اشتباكات بين قوات الأمن والمعارضين أدت إلى مقتل 5 متظاهرين، حسبما أعلنت وزارة الصحة الأوكرانية، بينما أعلنت وزارة الداخلية مصرع أحد عناصرها نتيجة إصابته بطلقة نارية في رقبته. وقام حرس مجلس الرادا (البرلمان) الأوكراني بتطويق مبنى البرلمان تحسباً لمحاولة اقتحامه من قبل مجموعات متشددة من أنصار المعارضة، في حين تمكن المتظاهرون مجدداً من الاستيلاء على مبنى بلدية كييف، حسب ما أفادت تقارير إعلامية من العاصمة الأوكرانية.

من جهة أخرى، دعت وزارة الخارجية الروسية أمس المعارضة الأوكرانية إلى التخلي عن التهديدات والإنذارات والانخراط في حوار بنّاء مع السلطة، لإيجاد حل وإخراج البلاد من الأزمة. وقالت الخارجية في بيان: «إن ما يجري في أوكرانيا هو نتيجة مباشرة لسياسة غضّ النظر التي يمارسها الساسة والهيئات الأوروبية منذ بداية الأزمة، إذ يغضّون النظر عن الأعمال العدوانية التي تقوم بها القوى الراديكالية في أوكرانيا، وبذلك يشجّعونهم على التطرف واستفزاز السلطة الشرعية».
وأشار البيان إلى أن «الوضع في أوكرانيا تأزم من جديد بشكل حادّ، وأن المقاتلين الذين دعاهم قادة المعارضة إلى ما يسمى بالهجوم السلمي، يضربون ويرمون الحجارة على رجال الأمن ويحرقون السيارات، وخربوا صيدلية وهاجموا مقر حزب الأقاليم وحاصروا مبنى البرلمان»، مضيفاً أن «المعارضة فقدت السيطرة على الوضع في صفوفها».
كذلك حذّرت وزارة الخارجية الروسية واشنطن من التدخل في الشؤون الأوكرانية ومن محاولات فرض تعليماتها على كييف، داعية إلى استخلاص العبر من التاريخ المعاصر الذي يظهر النتائج التي قد يؤدي إليها مثل هذا التدخل.
وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أن الولايات المتحدة تحاول فرض «المسار الغربي» على تطور أوكرانيا، باعتباره «الخيار الصحيح الوحيد»، وهي في الحقيقة تملي إرادتها على سلطات بلد مستقل، رغم دعوات واشنطن في الوقت نفسه إلى عدم وضع عراقيل أمام الشعب الأوكراني لاختيار مستقبله بحرية.
ورأى الدبلوماسي الروسي أن بيان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف، الذي صدر يوم الجمعة المنصرم، يُعتَبر مثالاً واضحاً على مثل هذه التدخلات، إذ تقدّم هارف تعليمات كثيرة بشأن الخطوات التي يجب أن تتخذها الحكومة الأوكرانية. وأعاد لوكاشيفيتش الى الأذهان التسجيل المُسرّب لمكالمة هاتفية بين نائبة وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند، وسفير الولايات المتحدة لدى أوكرانيا جيفري بايات، مشيراً إلى أن هذه المكالمة دليل على أن واشنطن بدأت توزيع المناصب في الحكومة الأوكرانية المستقبلية مسبقاً.
في غضون ذلك، لقي 7 عمال مصرعهم وأصيب 9 آخرون، نتيجة انفجار غاز في منجم شرق أوكرانيا. وأوضح متحدث باسم السلطات المحلية في مقاطعة دونيتسك أن 87 عاملاً كانوا داخل منجم «سيفيرنايا» في مدينة ماكييفكا وقت حدوث انبعاث خليط من الغاز على عمق 825 متراً تحت الأرض ليل الاثنين الثلاثاء.
(الأخبار)