بالتزامن مع دعوات المعارضة الأوكرانية إلى التعبئة في سبيل «هجوم سلمي» جديد نهاية هذا الأسبوع، تعثرت مباحثات المصالحة مع السلطات، في الوقت الذي يواصل فيه الروس والأوروبيون تبادل الاتهامات بالسعي إلى تحقيق أهداف جيو- سياسية. وكانت الأزمة الأوكرانية في صلب محادثات جرت في موسكو بين وزيري الخارجية الروسي والألماني أمس، حيث اتهم الوزير الروسي سيرغي لافروف الاتحاد الأوروبي بالسعي إلى توسيع نطاق «نفوذه» إلى أوكرانيا، بدعم المعارضة.

وكان لافروف قد رأى أول من أمس، أن العلاقات بين روسيا والاتحاد الاوروبي وصلت إلى «لحظة الحقيقة» بشأن أوكرانيا. ورد عليه الوزير الألماني فرانك فالتر شتاينماير، بأن الأزمة في أوكرانيا «ليست لعبة شطرنج جيو- سياسية»، مشدداً على أن «ليس من مصلحة أحد تصعيد الوضع» في أوكرانيا.
وأعلن أحد قادة المعارضة أرسيني ياتسينيوك، الذي اقترح عليه الرئيس فيكتور يانوكوفيتش منصب رئيس الوزراء، أنه لن يقبل إلا إذا حصلت المعارضة على مناصب أساسية في الحكومة، وبعد إصلاح دستوري يحد من صلاحيات الرئيس لمصلحة الحكومة والبرلمان.
ويبدو النقاش حول هذا الإصلاح متعثراً، فيما أكدت السلطات أن قانون العفو عن المتظاهرين الموقوفين، لن يطبق إلا بعد انسحاب المحتجين من المباني الرسمية التي يحتلونها، بما في ذلك بلدية كييف.
وترى المعارضة التي تطالب بالإفراج غير المشروط عن كل المتظاهرين الموقوفين، أن هذا القانون الذي ترفضه يجعل من المتظاهرين «رهائن».
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس، أن استدعاء المستشار الدبلوماسي في السفارة الروسية في كييف، إلى الخارجية الأوكرانية بسبب تصريحاته إزاء الوضع في هذا البلد، يثير الحيرة. وقالت نائبة مدير إدارة المعلومات والصحافة في الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا أمس، إنه «بالفعل، دعوا مستشارنا إلى وزارة الخارجية الأوكرانية ووجهوا إليه ملاحظات حول أفكاره إزاء الوضع في أوكرانيا، خلال «الطاولة المستديرة»، التي جرت في كييف تحت عنوان «فدرلة أوكرانيا: من الانقسام إلى الوحدة». وأضافت زاخاروفا أن «مثل هذه الملاحظات لا تستطيع أن تثير شيئاً غير الحيرة، إذ جرى الإعراب خلال المناقشات السياسية عن رأي، مع التنويه إلى أنه كان مبنياً على تقديرات الساسة الأوكرانيين حول الأزمة في أوكرانيا، والأهم أنه (الرأي) أشار إلى حقائق من الواقع الأوكراني الحالي، بما فيه إقامة هياكل سلطة موازية في عدد من الأقاليم، لا تخضع للسلطات المركزية، ما يمكن أن يُفهم كإشارات لعملية «فدرلة أوكرانيا. إذاً، أين هنا التحريض؟»، كما رأت أنه من المثير للدهشة أيضاً هو حقيقة أن «مثل هذا الإجراء الأوكراني، يتخذ في ضوء التصريحات المطلقة شبه اليومية، والتصريحات، والمطالب، والأوامر المباشرة ماذا يجب فعله وكيف يجب أن تعيش أوكرانيا، الصادرة من أفواه ممثلين رفيعي المستوى من مختلف الدول الأجنبية والأنظمة الأوروبية»، متسائلة باستغراب «جميع هذه التصرفات تهملها كييف لسبب ما. والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا؟».
(الأخبار، أ ف ب)