هددت كوريا الشمالية بوقف اتفاقية مع كوريا الجنوبية ترمي إلى إعادة لمّ شمل العائلات التي فرقتها الحرب بين الشمال والجنوب، إذا لم تتخلَ سيول وحليفتها واشنطن عن التدريبات العسكرية المقررة بينهما أواخر شباط، وهو طلب لن تقبلاه على ما يبدو.
وقالت كوريا الشمالية أمس إن قاذفة القنابل الأميركية بي-52 التي قامت بطلعة جوية فوق كوريا الجنوبية، تعرّض خطط إعادة لم شمل العائلات المشتتة بين الشمال والجنوب للخطر، وتزيد تصعيد التوترات العسكرية، مشيرةً إلى أن القاذفة الأميركية المزودة قدرات نووية قامت برحلة قبالة الساحل الغربي لشبه الجزيرة الكورية أول من أمس الأربعاء.
وصرحت متحدثة باسم الجيش الأميركي بأنها لا تستطيع مناقشة تفاصيل مهمات محددة. وأضافت «القيادة الاميركية لمنطقة الهادي تحافظ على وجود قاذفة استراتيجية على نحو دوري في المنطقة منذ أكثر من عشر سنوات».
وقال مصدر عسكري كوري جنوبي لوكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية إن الرحلة كانت طلعة جوية تدريبية شملت طائرة واحدة.
وأفادت لجنة الدفاع الوطني في كوريا الشمالية وهي أعلى هيئة عسكرية في البلاد في بيان أذاعه التلفزيون الحكومي بأن الطلعة الجوية كانت تدريباً على هجوم نووي.
وقال متحدث باسم اللجنة «في وقت التوصل لاتفاق على لم شمل الأسر المشتتة والأقارب في بانمونجوم، كان تشكيل أميركي من قاذفات القنابل الاستراتيجية بي-52 من غوام يقوم بتدريبات على هجوم نووي طوال اليوم على البحر الغربي لكوريا ويستهدفنا».
وأضاف «من المؤسف أن نلاحظ أن (كوريا الجنوبية) تصر على تدريبات عسكرية عدائية بينما وقع الطرفان أخيرا اتفاقا حاسما من أجل المصالحة والوطنية والتعاون».
وفي خطوة نادرة لبناء الثقة اتفقت الكوريتان أول من أمس خلال محادثات في قرية بانمونجوم الحدودية على السماح للعائلات التي لا تزال مشتتة بسبب الحرب الكورية (1950-1953) بأن تلتقي لمدة خمسة أيام في أواخر شباط للمرة الأولى منذ عام 2010.
وأدى التصعيد الحاد للتوترات بين الشمال والجنوب في أوائل عام 2013 إلى تهديد بيونغ يانغ بشن ضربة نووية على كوريا الجنوبية واليابان وغوام التي تسيطر عليها الولايات المتحدة في المحيط الهادي وحتى الولايات المتحدة نفسها، وردت واشنطن بطلعات جوية لقاذفات القنابل بي-2 وبي-52 فوق كوريا الجنوبية.
من جهتها، حذرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية من أن التدريبات مع القوات الأميركية ستجري فعلاً، ورأت أنه لا يجوز أخذ لقاء العائلات رهينة اعتبارات سياسية.
وأعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي أن التدريبات العسكرية ستجري، وأنها «دليل واضح على الالتزام الأميركي إزاء التحالف» مع كوريا الجنوبية.
(أ ف ب، رويترز)