طلب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس من ألمانيا مزيداً من الدعم في عملية انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي، مؤكداً ان الاتحاد سيحقق بذلك «مكاسب كبيرة». وقال أردوغان، في مؤتمر صحافي عقده في مقر المؤسسة الالمانية للسياسة الخارجية، وهي مؤسسة دراسات في برلين، «ننتظر من المانيا أن تدعمنا على الطريق الذي يؤدي الى الاتحاد الاوروبي وبشأن عملية الانضمام. نأمل أن تكون تحركاتها أقوى من السابق».
وتتسم المحادثات، التي يجريها حزب المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل، بالتحفظ على فكرة انضمام تركيا بصفتها عضواً كاملا الى الاتحاد الاوروبي، ويفضل «شراكة مميزة» مع أنقرة. إلا ان شريكه على مستوى الحكومة الحزب الاشتراكي الديموقراطي، يبدي مزيداً من الانفتاح على منح تركيا العضوية الكاملة، لكنه ما زال متشدداً حول احترام المعايير الاوروبية. وقال أردوغان «من واجب تركيا بالتأكيد في إطار عملية الانضمام أن تتابع إصلاحاتها بطريقة دائمة»، لكنه ذكّر بأن «الدور المميز لالمانيا متصل بقوة السكان من أصل تركي، الذين يعيشون فيها». وأضاف أنه «مع الجيل الثاني والجيل الثالث والجيل الرابع، أصبح المواطنون من أصل تركي مكوناً مهما للمجتمع الالماني، وهذه فرصة يتعين الاستفادة منها». يذكر أن المانيا تستضيف أكبر جالية من أصول تركية خارج تركيا، يبلغ عدد أفرادها ثلاثة ملايين شخص.
وشدّد أردوغان في المؤتمر على الدور الذي يمكن أن تؤديه تركيا «في تدارك الازمات الاقليمية او إيجاد حلول لها». وقال إن «العلاقات التاريخية والثقافية لتركيا في شمال أفريقيا على سبيل المثال تمثل فرصة من أجل عملية السلام» في الشرق الاوسط.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير بعد اجتماعه بنظيره التركي أحمد داود أوغلو أول من أمس أن ألمانيا «تؤمن بضرورة إبقاء الباب مفتوحاً أمام انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي».
وقبل أن يتسنّى لتركيا الانضمام الى الاتحاد، يتعين فحص 35 «باباً» من «أبواب» العضوية كما تنص القوانين، ولم يفحص سوى 14 باباً منها حتى الآن. واذا اكتمل فحص جميع الأبواب، فإن فرنسا والنمسا ستجريان استفتاء على ضم تركيا لعضوية الاتحاد الاوروبي، وهو ما ستفعله الحكومة التركية ايضاً. وذلك سيؤدي دوراً أساسياً في عملية الانضمام، إضافة الى كافة الجهود الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية التي تبذل للوصول الى العضوية، وهو الهدف الذي تسعى اليه تركيا منذ سنوات.
(أ ف ب، الأخبار)