ظهر التضارب واضحاً حول موعد ومكان الجولة النووية المقبلة بين طهران ومجموعة الدول الست الكبرى، غداة إعلان مساعد وزير الخارجية الايرانية عباس عراقجي، أنها ستُجرى في مدينة جنيف السويسرية بين منتصف شباط ونهايته، إذ نقلت وكالة «انترفاكس» عن رئيس إدارة الأمن في وزارة الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف، قوله أمس إن المحادثات بشأن اتفاق نووي نهائي ستُجرى في نيويورك في 18 شباط المقبل. إلاّ أن الاتحاد الأوروبي، وبرغم ما تداولته وسائل الأعلام الغربية خلال أسبوع عن أن مكان الاجتماع سيكون مدينة نيويورك، الأميركية، حسم الجدل حول الموعد والمكان، موضحاً على لسان مايكل مان، المتحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية كاثرين آشتون، أنه «لا تزال مناقشات توقيت ومكان انعقاد الجولة المقبلة من المحادثات مع إيران جارية. عندما يتخذ قرار سنعلن ذلك». وكانت وكالة «انترفاكس» قد نقلت في وقت سابق أمس عن أوليانوف قوله إنه جرى التوصل إلى اتفاق على إجراء المحادثات الجديدة في نيويورك يوم 18 شباط.

من جهة ثانية، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، أنه بعد التقدم الذي تحقق أخيراً في الملف الإيراني، فإن الوكالة تعتزم تناول «المسائل الأكثر صعوبة»، قائلاً: «باشرنا اتخاذ تدابير عملية يسهل تنفيذها، ثم ننتقل الى مسائل أكثر صعوبة». وأضاف: «نود بالتأكيد ضم المسائل (المتعلقة) بالبعد العسكري المحتمل في المراحل المقبلة».
وتابع يوكيا أنه «سبق أن بحثنا (المسألة) وسنواصل بحثها خلال اجتماعنا المقبل» المقرر في الثامن من شباط المقبل، مضيفاً «آمل أن نتمكن من الإعلان عن نتيجة ملموسة، عن اتفاق».
وقال الدبلوماسي الياباني البالغ من العمر 66 عاماً: «حين نتحدث عن مسائل في الماضي والحاضر، فهذا يشتمل بالطبع على البعد العسكري المحتمل».
وتابع أن تسوية هذه المسائل «قد تكون سريعة او طويلة، هذا يتوقف كثيراً على ايران. ويتوقف فعلياً على تعاونهم».
ولم يشأ يوكيا التكهن بفرص التوصل الى اتفاق، وقال ممازحاً إن «المراهنة على المستقبل أمر في غاية الصعوبة».
وأشار الى الاختراقات التي تحققت أخيراً، والتي انتهت الى اتفاق جنيف ـــ 3 في تشرين الثاني الماضي، قائلاً «ما كان ممكناً توقع هذا الوضع قبل ستة أشهر، وقبل سنة، كان ذلك يبدو مستحيلاً تماماً».
وأكد أنه اذا لاحظت وكالة الطاقة أي تخلف من جانب ايران فعندها «سنبلغ على الفور الدول الاعضاء».
ويترتب على وكالة الطاقة التابعة للأمم المتحدة، بموجب الاتفاق النووي الذي وُقّع في جنيف، التثبت من التزام ايران واجباتها، ولا سيما تعليق تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%.
من جهة ثانية، أعلن وزیر الخارجیة الإیراني، محمد جواد ظریف، أمس، أنه سیغتنم فرصة حضوره في الدورة الخمسین لمؤتمر میونيخ الأمني في ألمانيا نهاية هذا الأسبوع، لشرح مواقف ایران، وكذلك لعقد لقاءات مع المسؤولین المشاركین فیه.
وأبلغ ظریف الصحافیین لدی وصوله الی فندق «بایریشه هوف»، حیث سیُقام المؤتمر الأمني، أن «هذا الاجتماع یُعدّ فرصة مناسبة لتقدیم وجهات النظر الحقیقیة للشعب الایراني».
وقال: «لقد بلغنا الیوم مرحلة مهمة علی الصعید الدولي بخصوص المجال النووي، ومن الضروري طرح المواقف الحقیقیة للشعب الایراني في مقابل الذین یحاولون إعطاء صورة غیر مناسبة عن الموضوع النووي الایراني».
وانطلقت الدورة الخمسون لمؤتمر میونیخ الأمني مساء أمس رسمياً بكلمة ألقاها الرئیس الألماني، یواكیم غاوك.
ویحضر الاجتماع الذي یستمر ثلاثة أیام 20 رئیس دولة و50 وزیر خارجیة ودفاع، بمن فیهم وزراء خارجیة إیران والولايات المتحدة وروسیا.
(أ ف ب، رويترز، إرنا)