وقّع الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش أمس، القانون الذي ينص على العفو عن المتظاهرين المعتقلين، وكذلك إلغاء تعديلات أقرت في كانون الثاني، تسمح فعلياً بقمع أي شكل من التظاهرات.وكان البرلمان قد صوت على هذه النصوص التي تشكل تنازلات لمصلحة المعارضة التي تتظاهر منذ شهرين، لكنه أرفقه بطلب إخلاء الأماكن العامة والمباني التي يحتلها المحتجون، خلال 15 يوماً، الذي رفضته المعارضة.

وهذا العفو الذي طالبت به المعارضة لعشرات المتظاهرين الموقوفين، شكّل نقطة محورية من أجل حل الأزمة السياسية، لكن لم تصوت عليها المعارضة النيابية بسبب الشروط المرفقة بتطبيقه.
ولعل الأبرز يوم أمس كان ما نقله المكتب الصحافي لوزارة الدفاع الأوكرانية عن اجتماع كبار مسؤولي الوزارة: بيان يدعو الرئيس فيكتور يانوكوفيتش بصفته قائداً عاماً للقوات المسلحة، إلى اتخاذ خطوات عاجلة من شأنها إعادة استقرار الوضع في البلاد وتحقيق الوفاق في المجتمع. وجاء في البيان أن «المجتمعين أعربوا عن قلقهم من التطورات الأخيرة لأنها تطاول مستقبل البلاد وكل مواطن فيها». ورأى العسكريون استخدام القوة لدى الاستيلاء على المؤسسات الحكومية ومنع أجهزة سلطة الدولة والسلطات المحلية من أداء واجباتها أمراً غير مقبول أبداً. وأشاروا إلى أن التصاعد اللاحق للمواجهة يهدد وحدة أراضي الدولة. وأضاف البيان أن المشاركين في الاجتماع قد بحثوا في هذا السياق النداء الذي يوجه باسمهم إلى الرئيس الأوكراني والقائد العام للقوات المسلحة فيكتور يانوكوفيتش.
في غضون ذلك، وصف نائب رئيس الوزراء الروسي، ديمتري روغوزين أمس، اللقاء المقرر السبت في ميونيخ بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وبعض قادة المعارضة الأوكرانية ونجمة موسيقى البوب روسلانا بـ«المهزلة».
وكتب روغوزين على حسابه من شبكة تويتر: «في ميونيخ سيتباحث الوزير الأميركي كيري في الوضع بأوكرانيا مع الملاكم كليتشكو والمغنية روسلان. هذه مهزلة».
ويلتقي كيري اليوم على هامش مؤتمر حول الأمن في ميونيخ، بطل العالم السابق في الملاكمة فيتالي كليتشكو، ورئيس حزب المعارضة المعتقلة يوليا تيموشينكو، أرسيني ياتسينيوك، وكذلك نجمة البوب الأوكرانية روسلانا، الحائزة جائزة يوروفيجن سنة 2004، التي شجعت المتظاهرين بأغانيها في كييف خلال الأسابيع الأخيرة.
وأضاف روغوزين: «لماذا لم يدع النازي تياغنيبوك؟» في إشارة إلى أولغ تياغنيبوك، زعيم حزب «سفوبودا» القومي المعارض.
وقال روغوزين ساخراً: «يجب أيضاً استدعاء فيركا سرديوتشكا إلى المفاوضات»، في إشارة إلى المغني الأوكراني المخنث.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، إن الإجراءات التي تعهد رئيس أوكرانيا فكتور يانوكوفيتش اتخاذها لتلبية طلبات المعارضة في بلاده ليست كافية.
ورأى كيري، عقب محادثات في برلين مع نظيره الالماني فرانك والتر شتاينماير، أن «العروض لم تصل بعد إلى مستوى كافٍ من الإصلاح»، مؤكداً أن على الرئيس الأوكراني أن يتخذ خطوات إضافة إلى قانون العفو عن المحتجين والغاء قوانين منع التظاهر، وهي الخطوات التي صدّق عليها الرئيس الجمعة، رغم أنه في إجازة مرضية غير محدودة.
وقال كيري إنه إذا ظهرت مؤشرات على تقدم حقيقي في إشراك المعارضة في السلطة، فإن الولايات المتحدة ستشجع المتظاهرين على التعاون من أجل «الوحدة» والسلام، «لأن زيادة العنف وخروجه عن السيطرة ليس في مصلحة أحد».
إلى ذلك، رأى مصدر رفيع في وزارة الداخلية الأوكرانية، أمس، أن الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد لم تكن سلمية ولا عفوية، وكان مخططاً لها مسبقاً. وذكر نائب رئيس إدارة التحقيقات العامة في وزارة الداخلية الأوكرانية ألكسندر غناتيف، أن المحققين في الوزارة عثروا في الكومبيوتر الشخصي الذي يعود لأحد زعماء المعارضة من حزب «باتكافشينا» على معلومات أشارت إلى أن الاحتجاجات التي بدأت في 21 تشرين الثاني من العام الماضي في العاصمة كييف لم تكن سلمية، وأشارت إلى استخدام قوة السلاح لتأجيجها، على حد قوله.
(الأخبار، أ ف ب)