وصفت إيران أمس بـ«غير الواقعية وغير البناءة» تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما، بأن العقوبات الدولية على إيران أجبرتها على التفاوض للتوصل الى اتفاق، وذلك غداة تصريح لافت لرئيس الاستخبارات الوطنية الأميركي، جيمس كلابر، أكد فيه أمام الكونغرس، إن إيران سجّلت تقدّماً تكنولوجياً ملحوظاً في عدة مجالات، بما فيها تخصيب اليورانيوم والمفاعلات النووية والصواريخ الباليستية.
وأضاف كلابر، الذي كان يتحدث خلال شهادته السنوية حول التهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة، أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، «إن التقدم التكنولوجي الذي وصلت إليه إيران أخيراً أثبت أن لديها القدرة العلمية والفنية والصناعية على انتاج «السلاح النووي»، حسبما نقلت وكالة «أنباء فارس» الايرانية.
وحول المحادثات النووية بين القوى الغربية وإيران حول النووي الايراني، دعا كلابر الكونغرس الى عدم وضع حظر جديد على ايران، وخاصة ان المحادثات للتوصل الى اتفاق نهائي لا تزال جارية، مشيراً إلى أن مثل هذا الإجراء سيكون «غير بنّاء» بالنسبة إلى هذه المحادثات.
وكان الرئيس الأميركي قد قال خلال خطاب «حالة الاتحاد» أول من أمس، إن المفاوضات التي تُجرى مع إيران بهدف ضمان عدم حصولها على السلاح النووي «ستكون صعبة» وقد تنتهي بالفشل، مضيفاً أن أميركا تدرك دور إيران في دعم «الجماعات الإرهابية» مثل حزب الله الذي «يهدد حلفاء» واشنطن.
ورأى أوباما أن الضغوط الأميركية والدولية أدّت الى التوصل الى اتفاق أولي في تشرين الثاني بين ايران والدول الست الكبرى (تضم كلاً من الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا)، قائلاً «إن الدبلوماسية الأميركية مدعومة بالضغوط أوقفت تقدم برنامج ايران النووي، وادت الى خفض بعض اجزاء البرنامج».
وأضاف أن «العقوبات التي فرضناها ساعدت على جعل هذه الفرصة ممكنة».
تصريح أوباما أثار ردود فعل عديدة في إيران، حيث وصفه وزير الخارجية محمد جواد ظريف، في مقابلة مع CNN، بالقول إن «تصريحات البيت الأبيض ليست سوى «نبرة عالية.. موجهة إلى الجمهور الأميركي».
وتابع أن «إيران ليست مهتمة بالطريقة التي تحاول من خلالها الولايات المتحدة قلب الأمور من أجل الاستهلاك المحلي».
وفي دحض لما أعلنته واشنطن عن تفكيك البرنامج النووي الايراني بموجب اتفاق جنيف، قال ظريف «نحن لن نفكك أي جهاز من أجهزة الطرد المركزي، أو أي جهاز آخر، نحن بكل بساطة توقفنا عن إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة تفوق خمسة في المئة».
بدورها، رأت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية، مرضية أفخم، أن «التوهم بأن العقوبات أثّرت في قرار إيران بشأن المفاوضات النووية يستند الى قراءة خاطئة للتاريخ».
وفي السياق نفسه، شجب وزير الدفاeع الايراني، العميد حسين دهقان، تصريحات المسؤولين الأميركيين الأخيرة حول الخيار العسكري، مؤكداً أن «الجمهورية الاسلامية على استعداد لمواجهة اي اجراء عدائي من قبل اي طرف معتد».
في تطورات المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة «5+1»، أعلن مساعد وزارة الخارجية الإيرانية للشؤون القانونية والدولية، عباس عراقجي، أن جولة المفاوضات المقبلة ستُجرى في مدينة جنيف السويسرية من منتصف شباط حتى نهايته.
وأوضح عراقجي لوكالة «كيودو» اليابانية للأنباء، أن منشأة الماء الثقيل في آراك (وسط ايران) ستكون إحدى القضايا الأساسية المطروحة للنقاش في جولة المفاوضات المقبلة. ورأى أن آفاق المفاوضات المقبلة ستكون صعبة، لكنه قال في الوقت نفسه إن الجانبين تمكنا من التوصّل الى أهداف مشتركة.
وكانت بعض وسائل الاعلام قد أعلنت أن جولة المفاوضات النووية ستُجرى في نيويورك.
في غضون ذلك، اقترح رئیس مجلس الشوری الاسلامي (البرلمان)، علی لاریجاني، مشاركة رئیس لجنة الأمن القومي البرلمانية في اللجنة الخاصة باتخاذ القرار بشأن المفاوضات النوویة.
الى ذلك، قبل الرئيس حسن روحاني، أمس، استقالة نائبه للتراث الثقافي، محمد علي نجفي، لأسباب صحية.
وكان مجلس الشورى الايراني الذي يهيمن عليه المحافظون، قد رفض ترشيح نجفي لمنصب وزير التربية في آب 2013، مشيرين إلى انه قريب جداً من الاصلاحيين.
وقد عين حينذاك نائباً للرئيس، مكلفاً منظمة التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية، التي تدير المتاحف والسياسة السياحية وحماية التراث.
وقالت صحيفة «طهران تايمز»، التي تصدر باللغة الانكليزية، انه «أنعش... منظمة فككها إداريون غير مؤهلين في السنوات الثماني الأخيرة».
وكان نجفي الذي يعاني مشاكل في القلب، قد قدم عدة مرات استقالته الى الرئيس روحاني الذي رفضها.
وعين نجفي مستشاراً رئاسياً. وذكرت وسائل الإعلام أن مسعود سلطاني فار، الذي رفض مجلس الشورى في آب تعيينه أيضاً «لافتقاره الى الخبرة» في منصب وزير الشباب والرياضة، سيُعيّن في مكانه.
(إرنا، فارس، أ ف ب)