في مواجهة كونغرس يعارض مشاريعه و«يعرقل إصلاحاته»، يقف الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم ليخاطب الشعب الأميركي وممثليه في الحكم، في خطاب «حال الاتحاد 2014»، الذي وصفه البعض بـ«المفصلي». «مفصلي» لأنه «حان الوقت لكي يعلن الرئيس أن صبره قد نفد من الكونغرس المشلول والمعرقل، وأنه سيتّخذ بعض القرارات على عاتقه». لذا، نقلت بعض المصادر الصحافية أنه سيسعى إلى تقديم «تدابير أحادية الجانب» لدفع الانتعاش الاقتصادي وخفض التفاوت الاجتماعي، في مواجهة تعطيل الكونغرس.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، إن الرئيس في عامه السادس في السلطة وعلى خلفية تسجيل تحسّن تدريجي للاقتصاد، لا تزال «لديه أهداف طموحة جداً»، وهو «متفائل» و«متحمس». وتابع كارني أن «أوباما سيستخدم كل الوسائل التي في حوزته لإحراز تقدم».
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن الرئيس سيعلن عزمه «توقيع قرار تنفيذي يشترط رفع الحد الأدنى لأجور عمال النظافة والبناء وغيرهم الذين يعملون لمصلحة شركات تتعاقد مع الحكومة، إلى 10.10 دولارات للساعة على الأقل».
وبتوقيع القرار التنفيذي، يستخدم أوباما القوة التي يملكها كرئيس للبلاد، في خطوة قالت صحيفة «ذي نيويورك تايمز» إنها تؤكد استعداده لتجاوز الحصول على موافقة الكونغرس.
وأضافت الصحيفة أنه «بعد عام على وصول معظم الأولويات التشريعية للرئيس إلى طريق مسدود، يسعى أوباما الآن إلى طريق لتحقيق التقدم من دون تعاون الكونغرس».
من جهة أخرى، يرى «متشائمون» أن خطاب «حال الاتحاد» «صوري لن يقدّم أو يؤخر» ما دام الكونغرس على حاله، مذكّرين بنكسات 2013 التشريعية، كرفض مشروع أوباما حول ضبط الأسلحة النارية أو مشروع مساعدة العاطلين من العمل منذ فترة طويلة أو إصلاح نظام الهجرة.
ومنذ مطلع 2011، يتعامل أوباما مع مجلس نواب يسيطر عليه الجمهوريون، ما حال دون القيام بإعادة توازن نظام الضرائب، وهو ما يعتبره الرئيس والنواب الديموقراطيون ضرورياً من أجل مساعدة الطبقات غير الميسورة.
الإعلام اليميني المتطرّف المعادي لمعظم سياسات أوباما في الداخل والخارج ركّز على تدهور شعبية الرئيس. وأشارت مجلة «ذي كومنتري» مثلاً الى استطلاع رأي أجرته جامعة «كوينيبياك»، وأظهر أن معظم الأميركيين يرون الرئيس الأميركي «غير كفء»، ويرى 49 في المئة من الشعب بأنه «غير صادق وغير جدير بالثقة».
وأردفت المجلة أن خطاب «حال الاتحاد» لن يغيّر من هذه النسب، وأن وضع أوباما وحزبه سيكون بالسوء نفسه حتى بعد الخطاب»، ووصفته بأنه كالرئيس الأميركي السابق «جيمي كارتر من دون كامب ديفيد».
تجدر الإشارة إلى أن خطاب «حال الاتحاد» السنوي يلقيه رئيس الولايات المتحدة أمام جلسة مشتركة للكونغرس ومجلسي الشيوخ والنواب في مبني الكابيتول في واشنطن، ويقرّ الرئيس فيه حال الأمة ويضع تصوراً للأجندة التشريعية والأولويات الوطنية. ومن بين المدعوّين البارزين لحضور جلسة الخطاب لهذا العام رئيسة شركة «جنرال موتورز» ماري بارا التي عيّنت قبل أسبوعين على رأس الشركة الصناعية الأميركية العملاقة.
(الأخبار)