طلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الدول الأعضاء المساهمة في تمويل عمليات التفتيش المكثفة التي ستجريها في إيران في إطار تحققها من التزام الجمهورية الإسلامية الاتفاق النووي، بينما أعلن مديرها العام يوكيا أمانو، أمس، إجراء مفتشي الوكالة زيارة لمنجم جاتشين لليورانيوم في الأيام المقبلة.
وفي دافوس، حيث ينعقد المنتدى الاقتصادي العالمي، أعلن الرئیس الإيراني، حسن روحاني، أمام جمع من كبار مديري الشركات النفطیة الكبری في العالم: «ان الفرص في إیران كثیرة جداً ومعدل المجازفة والنفقات منخفض جداًَ».
وخلال مشاركته في ملتقی «صناعة النفط والغاز في إیران وآفاق التعاون» الذي أُقیم علی هامش «دافوس»، بشّر روحاني بأن «التطورات الديبلوماسیة التي بدأت في إطار حل الملف النووي الإیراني نعتبرها مسیرة إلی الأمام، وفي نهایة المطاف ستُمهّد الظروف المناسبة في مجال علاقات إیران مع الغرب ليصبح بإمكانها أن تعزز تعاوننا في كافة الاتجاهات، ولا سیما تصدیر الطاقة المُستهلَكة إلی العالم وإزالة القلق القائم في هذا المجال».
من جهة ثانية، التقى الرئيس الإيراني، قبل عودته أمس إلى طهران، رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروزو، على هامش المنتدى الاقتصادي، وبحث معه مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأفادت وكالة «مهر» للأنباء بأن روحاني أعرب في هذا اللقاء عن أمله في بدء مفاوضات شاملة بين إيران ومجموعة «5+1» بأسرع وقت ممكن، قائلاً: «أُدرِك أن المهمة صعبة ومعقدة، لكن بالإمكان إنجازها في أقصر فترة ممكنة من خلال إرادة الطرفين». وأوضح أنه «إذا كان نص معاهدة حظر الانتشار النووي أساساً لعمل المفاوضين، فإن المسائل ستُحَل في أسرع وقت وبفترة قصيرة».
ووصف الأجواء الحالية بأنها إيجابية لتنمية العلاقات مع أوروبا على جميع الصعد، معرباً عن أمله في توسيع العلاقات بين إيران وأوروبا أكثر من ذي قبل.
من جانبه، قال باروزو: «نعتقد أن لإيران دوراً مهماً في الشرق الأوسط، وأن باستطاعتها أن تكون شريكاً مهماً وجيداً لنا». وكان روحاني قد التقى في دافوس الرئيس السويسري ديدييه بوركهالتر، والآذري الهام علييف، ورئيسي الوزراء الهولندي مارك روت، والياباني شينزو آبي.
من جهة ثانية، عقدت وكالة الطاقة اجتماعاً غير عادي أمس لبحث الدور الموسع للوكالة في إيران بعد الاتفاق النووي.
وقال المدير العام يوكيا أمانو، في اجتماع طارئ لمجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة، إن الوكالة التابعة للأمم المتحدة ستضاعف تقريباً عدد موظفيها العاملين في إيران. وأضاف أن الاتفاق المؤقت، الذي دخل حيز التنفيذ يوم الاثنين الماضي وترفع بموجبه بعض العقوبات الاقتصادية عن إيران، «خطوة مهمة إلى الأمام للتوصل إلى حل شامل» للنزاع النووي المستمر منذ عشر سنوات. لكنه أضاف: «لا يزال هناك شوط طويل» لتحقيق ذلك.
وقال: «سنحتاج تقريباً ضعف الموظفين المكلفين التحقق في إيران. سنحتاج إلى زيادة كبيرة في وتيرة نشاطات التحقق التي نجريها حالياً»، مخاطباً مجلس المحافظين: «أدعو الدول التي يمكنها ذلك إلى تقديم التمويل الضروري».
وفي تقرير سري للدول الأعضاء الأسبوع الماضي، قدّرت الوكالة أن تكلفة العمل المتزايد نتيجة للاتفاق تبلغ نحو ستة ملايين يورو.
وفي السياق، أعلن مبعوث الولايات المتحدة لدى وكالة الطاقة، جوزيف ماكمانوس، أن بلاده ستقدم مساهمة «كبيرة».
إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة «رينو» الفرنسية لصناعة السيارات، كارلوس غصن، إن ال
شركة تطمح للعودة إلى إيران بعد رفع العقوبات عنها، ووصفها بأنها «سوق رائعة».
(إرنا، مهر، أ ف ب، رويترز)