لم تبدد التعهدات التي أعلنها الرئيس الأميركي باراك أوباما، بشأن الحد من صلاحيات وكالة الأمن القومي الأميركي في التجسس على قادة الاتحاد الأوروبي، من هواجس الأوروبيين، الذين تعاملوا مع «إصلاحات» أوباما ببرودة، مطالبين إياه بأفعال قبل القمة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في 26 آذار في بروكسل.
ولم يعتذر أوباما في خطابه الذي حاول فيه تهدئة مخاوف حلفائه الأوروبيين، بعد الأزمة التي تسببت بها تسريبات المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية، إدوارد سنودون، ويبدو أنه لم يُقنع النواب الأوروبيين، الذين أعربوا عن سخطهم على الممارسات الأميركية، لذلك فهم يستطيعون رفض اتفاقات دولية إذا ما رأوا أن الضمانات غير كافية.
وكانت ردود الفعل الأولى في البرلمان الاوروبي سلبية. وقال رئيس مجموعة الاشتراكيين هانز سفوبودا، في تغريدة كتبها أول أمس على حسابه في تويتر، «على الاتحاد الأوروبي ألا يثق بالوعود الفارغة على الأرجح، التي أطلقها أوباما حول وكالة الأمن القومي الأميركي، لكن عليه أن يفرض قواعده الخاصة».
واتخذ الليبراليون مواقف متشددة أيضاً، وفرضت المسؤولة عن الملف النائبة الهولندية صوفي اينت فيلت إجراء تصويت على قرار يطالب بتعليق اتفاق سويفت لمعاقبة الممارسات الأميركية السيئة. ويتيح الاتفاق للأميركيين الاطلاع على المعلومات المتعلقة بالتحويلات المالية التي تخزنها هذه الشركة التي تتخذ من بلجيكا مقراً. وهو إحدى أبرز وسائل التصدي لتمويل الإرهاب والجريمة المنظمة.
وفي أول تعليق بعد خطاب أوباما، قالت نائبة المفوضية الأوروبية لشؤون العدل فيفيان ريدينع «لقد اهتزت الثقة ... يتعين القيام بمجهود كبير لاستعادتها».
وقالت المفوضية الاوروبية إن «عدداً من المسائل ما زالت مطروحة ويتعين معالجتها»، موضحة أن «معايير حماية المعلومات لن تناقش في المفاوضات حول حرية التبادل».
ويعزز الاتحاد الأوروبي قواعده الخاصة، ويريد «الإسراع في إبرام اتفاق عام حول حماية المعلومات التي تتيح لمواطني الاتحاد الاوروبي القيام بخطوات في الولايات المتحدة»، إذا ما أسيء استعمال معلوماتهم الشخصية، وهذا ما لم يحصلوا عليه في الوقت الراهن.
وتجري فيفيان ريدينغ في الوقت الراهن مفاوضات حول هذا الاتفاق. وقد تجرأت مطلع كانون الثاني على توجيه الشكر إلى سنودون على ما قام به، لأنه «بفضل سنودن تغيرت الأمور، وللمرة الأولى لمسنا تفهما لمطلبنا الذي يقضي بالمعاملة بالمثل».
وأخذت الحكومة الألمانية علماً الجمعة الماضية بالوعد الذي قطعه أوباما بمنع التجسس على اتصالات قادة البلدان الصديقة للولايات المتحدة، وأعربت عن عزمها على «تحليله بدقة».
(أ ف ب)