باريس ــ الأخباركشفت الأسبوعية الفرنسية «لوكنار انشينه» أنّ عميلة للموساد نجحت في نسج علاقات خاصة «مع موظفين فرنسيين كبار». وقالت الصحيفة إنّ «هذه العميلة الأربعينية الجذابة، شدّت الانتباه خلال المنتديات التي كانت تُعقد حول الأمن والاستراتيجيات الأمنية التي شاركت فيها كخبيرة». إلا أنّ «الأخبار» حصلت من مصادر فرنسية على اسم العميلة الذي لم تنشره الأسبوعية الفرنسية، كما حصلت على صورتها أيضاً.

العميلة الإسرائيلية تُدعى لورانس بندنير، وهي تُقدِّم نفسها كخبيرة في الحرب السيبرانية. وهي مديرة سابقة لـ«مركز تحليل الإرهاب»، وطوّرت خبراتها في تحليل «تمويل المنظمات الإرهابية»، وخصوصاً «داعش»، وفي مسألة «الروابط بين التجارة غير الشرعية وتمويل الإرهاب». وكانت ترصد «الشبكات الجهادية» في فرنسا والاتحاد الأوروبي (European Jihad Watch) وتلاحق «الدعاية الجهادية» يومياً وإصداراتها السمعية والمرئية والمكتوبة. وكانت لورانس بندنير قد تخرّجت من «المعهد العالي للأعمال ــ HEC»، وعملت لمدة 12 عاماً خبيرةً استراتيجية في ميدان التجسس الاقتصادي.
هذه الإسرائيلية ــ الفرنسية عملت معاونة «للمحافظ الجديد» والخبير المزعوم في قضايا تمويل الإرهاب جان شارل بريزار، الذي تورّط في عمليات تزوير واحتيال تحدثت عنها صحيفة «لوموند». ومن خلال نيكول بشاران، الفرنسية ــ الأميركية والخبيرة السياسية الفرنسية في الشؤون الأميركية، دخلت إلى الأوساط الجامعية بصفتها «خبيرة في شؤون الإرهاب». وبمساعدة الأميركية ــ الإسرائيلية كاتز، أنشأت لورانس بندنير، موقع «jihadoscop»، وشاركت في الحادي عشر من أيلول ٢٠١٧ في «قمة مكافحة الإرهاب الاسرائيلية» إلى جانب رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق مانويل فالس، والأميركي ــ البريطاني رافاييل غلوك، وهو الخبير في التلمود والصهيونية والدياسبورا اليهودية.
لورانس بندنير، الجاهزة للزعم دوماً باتساع خبراتها، قدّمت نفسها أيضاً خبيرة في الدفاع والأمن السيبراني، وساعتئذ لفتت انتباه المخابرات الفرنسية الخارجية.

«لوكنار انشينه» التي تحدثت عن الموضوع، لم تكشف هوية العميلة
استطاعت أن تتقرب من موظف كبير في وزارة الدفاع الفرنسية، كان قد عُيِّن للتو مديراً لدائرة شديدة الحساسية. في الواقع، وعبر صلات نسجتها في «معهد الدراسات العليا للدفاع الوطني»، أقامت علاقات حميمة مع الأميرال فريدريك رينودو، الذي يرأس مديرية حماية المنشآت ومعدات وعمليات الدفاع (DPID). بعد تحذير المخابرات الخارجية، أُقيل من منصبه دون ضجيج، ليُعيَّن على رأس مديرية الإعلام في وزارة الدفاع الفرنسية.
لكن جهد عميلة الموساد تركّز على وزارة الخارجية، وخصوصاً على الدبلوماسي والسفير الفرنسي السابق في إسرائيل باتريك ميزوناف. هذا الأخير الذي أصبح سفيراً مكّلفاً «مكافحة الإرهاب»، عيّنها في مهمة مدفوعة الأجر للإعداد لـ«المؤتمر الدولي لمكافحة تمويل الإرهاب» الذي تستضيفه باريس في 26 نيسان/أبريل المقبل، وقد يُشارك فيه نحو خمسين بلداً.
أسبوعية «لوكانار انشينه» قالت إنّ الأربعينية السمراء بنت روابط مع ثلاثة موظفين كبار، أولهم في الخارجية الفرنسية، ثانيهم في رئاسة الوزراء، وثالثهم في وزارة الداخلية. في الخارجية، ولبلوغ أهدافها، يُقال «إنّها لم تتردد مثلاً» في اللجوء إلى «توسيع فتحات الصدر العميقة في قمصانها»، حتى إنّ عميلاً في المخابرات الفرنسية قد لقبّها بـ«لولو الأثداء المكتنزة»، وقد تكون ارتبطت بعلاقة جنسية مع ايمانويل بون، وهو مدير مكتب وزير الخارجية، والسفير الفرنسي السابق في بيروت.
وإذا كان الأمر واضحاً في الخارجية الفرنسية، فإنّ الأمور في رئاسة الوزراء والداخلية لا تزالان في طور البحث والتحقيق. المحققون في المخابرات الخارجية الذين نقلوا ملف عميلة الموساد إلى زملائهم في المخابرات الداخلية، لم ينجحوا في جعل القضاء معنياً.
جدير بالذكر أنّ دودو ميمران، ودوف مورفان، عميلان آخران للموساد نجحا هما أيضاً في التسلل إلى مؤسسات حكومية فرنسية. العميلان مكلفان من الحكومة الاسرائيلية إعداد برامج فرنسية ــ إسرائيلية مشتركة «لمكافحة الإرهاب السيبراني».