في ردٍّ واضح وصريح حول ما تناقله مسؤولون في الإدارة الأميركية بشأن لقاء كوري شمالي ــ أميركي خلال الأولمبياد المُقام في كوريا الجنوبية، نقلت «وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية» عن المسؤول الكبير في وزارة الخارجية، شو يونغ سام، أن وفد بلاده «لا ينوي لقاء مسؤولين أميركيين على هامش الألعاب الأولمبية الشتوية»، قائلاً: «ها نحن نقولها بكل صراحة، ليست لدينا أي نية للقاء مسؤولين أميركيين خلال زيارتنا إلى الجنوب».
بالتوازي مع ذلك، يستمرّ الأميركيون في التصعيد؛ ففي اليوم الأخير من زيارة استمرت ثلاثة أيام إلى اليابان، أعلن نائب الرئيس، مايك بنس، أن بلاده «مستعدة لكل الاحتمالات إزاء التهديد الكوري الشمالي»، مشدداً على أن «كل الخيارات مطروحة». وصرّح بنس أمام جنود تجمعوا في قاعدة «يوكوتا» العسكرية الأميركية، التي تبعد نحو 40 كلم عن طوكيو، قائلاً: «ليعلم العالم في هذه القاعدة الجوية وسواها أننا مستعدون لكل الاحتمالات». وبلهجة حادة، قال نائب دونالد ترامب: «أبلغوا خصومنا أن كل الخيارات مفتوحة، والقوات المسلحة الأميركية وقوات الدفاع الذاتي في اليابان ستكون مستعدة للدفاع عن شعبنا... أي عمل استفزازي، بما فيه استخدام السلاح النووي، سيواجه بردّ سريع وساحق». ورغم تهديدات بنس الذي من المقرر أن يتوجه إلى كوريا الجنوبية، حيث سيحضر اليوم مراسم افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية في مدينة بيونغ تشانغ، فإنه كان قد أعلن وهو متوجه إلى طوكيو أنه لا يستبعد عقد اجتماع مع مسؤولين من الشمال.
مقابل هذه التصريحات التصعيدية، قال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إن احتمال خوض بلاده حرباً مع كوريا الشمالية بات «منخفضاً جرّاء المبادرات الديبلوماسية التي جرت أخيراً لاحتواء الأزمة» بين البلدين. وأضاف ماتيس، خلال موجز صحافي في البيت الأبيض أمس، «لقد لاحظنا تحركاً ديبلوماسياً أقوى بكثير»، لافتاً في الوقت نفسه إلى القرارات التي تبنّاها مجلس الأمن الدولي لتشديد الضغوط على بيونغ يانغ. كذلك، رأى الوزير أن مشاركة بنس في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، التي يشارك فيها رياضيون من الجارة الشمالية، «خطوة إيجابية للغاية»، موضحاً أن عقد لقاء بين بنس ومسؤولين كوريين شماليين (في كوريا الجنوبية) «أمر طبيعي جداً».
على صعيد الكوريتين، طالبت سيول المجتمع الدولي بأن «يتفهّم خرقها العقوبات الأممية المفروضة على كوريا الشمالية»، على خلفية استضافتها مسؤولين من بيونغ يانغ خلال دورة الألعاب الأولمبية. وقال المتحدث باسم الخارجية، نوه كيو دوك، إنّ بلاده «اتخذت الحد الأدنى من الإجراءات التي وجدتها ضرورية لإنجاح استضافتها دورة الألعاب»، مضيفاً أن «أي استثناء (في العلاقات مع بيونغ يانغ) سيكون مؤقتاً ومحدوداً بمدة عقد البطولة الأولمبية خلال الشهر الجاري».

كيم: أثبتنا للعالم أننا أصبحنا قوة عسكرية من المستوى العالمي
مع ذلك، وافق البرلمان في سيول، أمس، على قرار جديد من شأنه وقف النزاعات السياسية (مع كوريا الشمالية) خلال دورة الألعاب، وذلك تضامناً مع حكومة بلاده بهدف إنجاح الأولمبياد، ولتسريع جهود السلام الدائم بين البلدين.
كل هذا يمكن وضعه في كفّ مقابل الإعلان الرسمي عن أن الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، سيلتقي الرئيس الفخري لدولة كوريا الشمالية، وشقيقة رئيس البلاد، كيم جونغ أون، غداً السبت، في إشارة إلى تقارب جديد بين البلدين. وأعلن متحدث باسم الرئاسة أن «مون سيتناول الغداء مع وفد رفيع المستوى أرسلته بيونغ يانغ إلى الأولمبياد».
أما كوريا الشمالية، فلا تزال تمارس السياسة نفسها مع الأميركيين، إذ نظمت أمس عرضاً عسكرياً في العاصمة، كما أفاد مصدر حكومي كوري جنوبي. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن المصدر قوله: «لقد بلغنا أن الشمال نظّم اليوم (أمس) عرضاً عسكرياً في ساحة كيم إيل سونغ»، علماً بأن بيونغ يانغ أعلنت في كانون الثاني الماضي أنها «ستحتفل هذه السنة بالذكرى السبعين لتأسيس جيشها في 8 شباط بدلاً من 25 نيسان».
خلال الاحتفال، أعلن الرئيس كيم جونغ أون أن بلاده «قوة عسكرية من المستوى العالمي»، قائلاً أمام الحشود حيث نظّم العرض: «لقد أصبحنا قادرين على أن نثبت أمام العالم وضعنا كقوة عسكرية من المستوى العالمي». وأقيم هذا العرض العسكري قبل نحو 24 ساعة من انطلاق الألعاب الأولمبية الشتوية، ولم يعرض التلفزيون الرسمي في كوريا الشمالية بثاً مباشراً للحشود العسكرية التي قدمت بدبابات وأنظمة مدفعية ومدرعات فقط.
(الأخبار)