رغم أن واشنطن كانت قد ذكرت سابقاً أنها لن تسعى إلى إجراء اتصالات مع مسؤولين كوريين شماليين يحضرون الألعاب الأولمبية، إلا أن وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، أعلن أمس أن نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، أو مسؤولين أميركيين غيره، قد يلتقون بمسؤولين كوريين شماليين خلال الأولمبياد الشتوي الذي سيقام في كوريا الجنوبية في مدينة، بيونغ تشانغ.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان بنس سيقبل دعوة للقاء وفد كوريا الشمالية، قال تيلرسون إنّه «لا يستبعد هذه الفرضية». وأضاف الوزير الأميركي خلال مؤتمر صحافي في البيرو أمس، أنّه «بالنسبة إلى زيارة نائب الرئيس للأولمبياد وحول ما إذا كان ستكون هناك فرصة أو لا لأي نوع من اللقاءات مع كوريا الشمالية، أعتقد أننا فقط سننتظر ونرى».
يُذكر أن مايك بنس سيتوجه إلى ألاسكا، قبل أن يزور طوكيو، لينتقل من ثم إلى سيول لحضور الحفل الافتتاحي في بيونغ تشانغ يوم الجمعة. وستكون هذه زيارة بنس الثانية لكوريا الجنوبية باعتباره نائب الرئيس، وتأتي بالتزامن مع ممارسة إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، «ضغوطاً» على كوريا الشمالية من خلال فرض العقوبات عليها. فيما ستترأس ابنة الرئيس الأميركي ومستشارته، إيفانكا ترامب، وفد بلادها في حفل اختتام دورة الألعاب الأولمبية، وفقاً لشبكة «سي إن إن» الأميركية.

«نيويورك تايمز»: ترامب غير راضٍ إزاء «تقاعس البنتاغون»

ولفتت الشبكة نقلاً عن مصدر في البيت الأبيض إلى أن حضور إيفانكا «جاء بطلب من والدها ومن اللجنة الأولمبية الأميركية».
لكن على صعيد متصل، عادت الحرب الكلامية التي هدأت لفترة بين بيونغ يانغ وواشنطن، إذ اتهمت كوريا الشمالية الولايات المتحدة، أمس، بالسعي إلى تأجيج الوضع في شبه الجزيرة الكورية من خلال «نشر أصول نووية كبيرة» بالقرب منها، والإعداد لضربة استباقية ضدها. وفي هذا السياق، قال الديبلوماسي الكوري الشمالي لمؤتمر نزع السلاح النووي المقام في جنيف برعاية الأمم المتحدة، جو يونغ تشول، إنّه «في ضوء طبيعة ونطاق التعزيزات العسكرية الأميركية فإنها تهدف إلى توجيه ضربة استباقية ضد جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية». وأشار إلى أن «المسؤولين الأميركيين وبينهم وزير الدفاع ومدير المخابرات تحدثوا مراراً عن التهديد النووي والصاروخي (منّا)، وذلك لتبرير حججهم عن الخيار العسكري... وعن ضربة استباقية محدودة ضد بيونغ يانغ تبحثها الإدارة الأميركية».
وترتفع تلك الخشية الكورية الشمالية برغم تراجع التوتر في شبه الجزيرة الكورية إثر انخراط «الشمال» في محادثات مع الجارة الجنوبية، ترتبت عنها مشاركة بيونغ يانغ في الأولمبياد، ما قد يمهّد لبحث قضايا خلافية أخرى، ليس من بينها الملف النووي.
وفي وقت سابق أمس، أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إلى «عدم رضا البيت الأبيض» إزاء ما يعتبره «تقاعس البنتاغون عن تقديم خيارات لضربة عسكرية ضد كوريا الشمالية، إلى ترامب»، وذلك في دلالة جديدة على انقسام الإدراة الأميركية بشأن «كيفية مواجهة كوريا الشمالية» التي أجرت «تجربة نووية ناجحة» العام الماضي واختبرت صواريخ باليستية طويلة المدى يمكن أن تطاول المدى الأميركي.
على صعيد آخر، حذر مبعوث الولايات المتحدة إلى المؤتمر، من أنّ المخزونات النووية في الصين وروسيا وكوريا الشمالية «تزيد». وقال إنّ «روسيا والصين وكوريا الشمالية تزيد مخزوناتها وتعطي أهمية أكبر للأسلحة النووية في استراتيجيتها الأمنية وفي بعض الحالات تسعى إلى تطوير قدرات نووية جديدة لتهديد دول أخرى مسالمة».
(الأخبار)