بدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما، يوم أمس، جولته الأفريقية، حيث استقبلته العاصمة الكينية نيروبي، وذلك في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة لتكثيف حضورها العسكري في أفريقيا جنوب الصحراء، وزيادة المبادلات الاقتصادية مع دول المنطقة، سعياً للحاق بالصين والاتحاد الاوروبي في هذا المجال.الملف الأمني «في صلب» المحادثات بين أوباما والرئيس الكيني أوهورو كينياتا، حسبما أعلن الأخير، موضحاً أن نيروبي تعمل «على تعاون وثيق جداً مع الوكالات (الأمنية والعسكرية) الأميركية» لمحاربة التنظيمات الإسلامية المسلحة، وخاصة «حركة الشباب» الصومالية المرتبطة بـ«القاعدة»، والتي نفذت تفجير السفارة الاميركية في نيروبي عام 1998.

وبعد دخول القوات الكينية الصومال عام 2011 لقتال «حركة الشباب»، وانضمت إليها في ما بعد قوة من الاتحاد الأفريقي، صعّدت الحركة عملياتها في كينيا، مسدّدة ضربات عديدة داخل أراضي الأخيرة، وذلك عبر الحدود مع الصومال، الطويلة والسهلة الاختراق. ونظراً إلى جدية التهديد الأمني، أغلقت الشرطة الكينية أمس الطرق الرئيسية لساعات عدة، وقامت بتحصين مختلف النقاط التي سيتوقف فيها أوباما، وهو أول رئيس أميركي يزور البلاد خلال فترة توليه المنصب (يُذكر أن والد أوباما كيني الأصل).
وكان متوقعاً أن يتم توقيع مجموعة من الاتفاقيات بين كينيا والولايات المتحدة يوم أمس، تتمحور أساساً حول تعزيز التجارة والاستثمار في البنية التحتية وفي قطاع الصحة، علماً بأن الولايات المتحدة هي حالياً ثاني أكبر الشركاء التجاريين لكينيا، بعد الاتحاد الاوروبي. ولا تخلو زيارة لمسؤول أميركي، طبعاً، من الحديث عن «الديموقراطية وحقوق الإنسان ودور المجتمع المدني».
وتُبقي الولايات المتحدة على وجود عسكري محدود نسبياً في أفريقيا. وكان قائد القوات الاميركية في أفريقيا، الجنرال ديفيد رودريغيز، قد قال مؤخراً إن الحضور العسكري لبلاده في أفريقيا «يستند إلى وسائل مبتكرة وخلاقة لنشر مجموعات صغيرة جداً على الارض، لتقديم النصح والمساعدة للدول» التي تتصدى للمجموعات الإسلامية المسلحة. ورأى رودريغيز، ومقر قيادته في مدينة شتوتغارت الألمانية، أن قيادته «لا ترى أي فائدة في نشر عدد كبير من القوات الاميركية» في القارة السمراء. وأقامت الولايات المتحدة قاعدة عسكرية دائمة في جيبوتي، عام 2003، وذلك إثر توسيع عدوانها عالمياً بذريعة حوادث 11 أيلول. وتشكل القاعدة تلك نقطة الانطلاق لطلعات الطائرات بدون طيار الاميركية، وهدفها المعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وحركة الشباب في الصومال، فيما هي قتلت في الواقع أعداداً كبيرة من المدنيين.

(الأخبار، أ ف ب، رويترز)