|اتهمت تقارير إعلامية نشرتها وكالة «رويترز» موسكو بشراء الفحم من بيونغ يانغ وإعادة شحنه إلى دول أخرى. وكانت «رويترز» قد نقلت عن «ثلاثة مصادر في مخابرات أوروبا الغربية» قولها إن «كوريا الشمالية شحنت كميات من الفحم إلى روسيا العام الماضي»، وأن «هذه الشحنات نُقِلت بعد ذلك إلى كوريا الجنوبية واليابان، في انتهاك على الأرجح لعقوبات الأمم المتحدة على بيونغ يانغ».
وأضافت الوكالة أمس، نقلاً عن المصادر نفسها، أنه «رغم العقوبات، فإن كوريا الشمالية شحنت الفحم ثلاث مرات على الأقل إلى ميناءي ناخودكا وخولمسك الروسيين، وتم تفريغ الشحنات على رصيف الميناءين، ثم أعيد تحميلها على سفن نقلتها إلى كوريا الجنوبية أو اليابان». وقالت عن مصدر أمني أوروبي إن «ميناء ناخودكا الروسي أصبح مركزاً مهماً لشحن فحم كوريا الشمالية».
كذلك، نقلت «رويترز» عن مصدر غربي في قطاع الشحن قوله إن «بعض الشحنات وصلت إلى اليابان وكوريا الجنوبية في تشرين الأول العام الماضي»، كما أكد مصدر أمني أميركي أيضاً للوكالة وجود تجارة للفحم عبر روسيا وقال «إنها مستمرة».
وكان مجلس الأمن الدولي قد حظر صادرات كوريا الشمالية من الفحم في آب الماضي، بموجب عقوبات تستهدف قطع مصدر مهم من العملة الأجنبية «لمنع بيونغ يانغ من تمويل برنامجها الباليستي والنووي».
في المقابل، نقلت «وكالة إنترفاكس» الروسية عن سفارة موسكو في كوريا الشمالية نفيها تقارير عن أن موسكو أعادت تصدير فحم من بيونغ يانغ، رغم عقوبات الأمم المتحدة. وأضافت الوكالة عن مسؤول في السفارة قوله «هذه المعلومات غير صحيحة»، لافتاً إلى أن بلاده «لا تشتري الفحم من كوريا الشمالية، وليست نقطة عبور لشحنات الفحم إلى بلد ثالث».
من جانب آخر، أعلن وزير التوحيد الكوري الجنوبي، أن الألعاب الأولمبية الشتوية قد «تخفف من التوتر حول البرنامج النووي الكوري الشمالي، لكن بشكل مؤقت»، داعياً بيونغ يانغ إلى اغتنام الفرصة للحوار مع واشنطن. يُذكر أن سيول وواشنطن كانتا قد اتفقتا على تأجيل تدريبات عسكرية مشتركة إلى ما بعد الألعاب الأولمبية في مدينة بيونغ تشانغ في الجنوب، والتي لطالما تثير هذه مناورات غضب بيونغ يانغ، إذ إنها دائماً ما تندد بها، وفق ما أعلن المكلف ملف علاقات كوريا الجنوبية بجارتها الشمالية، تشو ميونغ غيون.
وأضاف تشو أنه «عندما تبدأ التمارين العسكرية، من المرجح أن ترد كوريا الشمالية بغضب، وربما ستقوم بأعمال استفزازية، ستؤدي إلى مجموعة جديدة من العقوبات»، لافتاً أمام منتدى في سيول إلى أن العودة إلى «الحلقة المفرغة التي سادت خلال السنتين الماضيتين مع إطلاق صواريخ كورية شمالية أو تفجيرات نووية تؤدي إلى عقوبات دولية جديدة، تعقبها اختبارات جديدة، هي افتراض واقعي».
كذلك اعتبر تشو أن بيونغ يانغ «تحضّر أيضاً لعرض عسكري كبير في 8 شباط المقبل، قبل يوم من مراسم افتتاح الأولمبياد الشتوي». وفي هذا المجال، قال إن «ذلك سيكون عرضاً للقوة ينطوي على تهديد كبير بمشاركة عدد كبير من الجنود والأسلحة»، مضيفاً أن «من الضروري أن نجعل الزخم يتواصل حتى نيسان، ويمتد إلى ما بعد حزيران المقبل».
إلى ذلك، قالت وزيرة خارجية كوريا الجنوبية، كانغ كيونغ هوا، إنه «ينبغي حل الأزمة المتعلقة ببرنامج كوريا الشمالية النووي دبلوماسياً»، مضيفة أنها على يقين من أن «واشنطن ستتشاور مع حكومتها أولاً قبل دراسة أي خيار عسكري».
(الأخبار، أ ف ب)