في ردٍ رسميّ على اتهام الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لروسيا بأنها «تنتهك عقوبات الأمم المتحدة المفروضة على كوريا الشمالية»، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أمس، إن بلاده «تلتزم كل تعهداتها الدولية».
وكان وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، قد قال إن «روسيا تساعد كوريا الشمالية في الالتفاف على بعض العقوبات المفروضة عليها لإجبارها على وقف برنامجيها الصاروخي والنووي»، مضيفاً أول من أمس، أن موسكو «لا تطبق الإجراءات بالكامل، بل ربما تحاول تقويضها، وخصوصاً عبر تزويد الوقود».
وتابع تيلرسون: «يبدو لنا أنهم لا يطبقون بالكامل كل العقوبات، وهناك بعض الأدلة على احتمال أن يكونوا يمنعون تطبيق بعض العقوبات... تحدثنا إليهم في هذا الشأن، قالوا إنهم لا يفعلون ذلك، لكننا بالتأكيد لا نحصل منهم على الضمانات نفسها التي نتلقاها من الصينيين»، وذلك في نقطة توافق لافتة بينه وبين تصريحات ترامب أول من أمس.

بحث لافروف مع غوتيريش أمس الملف الكوري الشمالي


ورداً على سؤال حول ماهية المواد التي تتهم موسكو بتزويدها لبيونغ يانغ، قال وزير الخارجية، إنها «الوقود بشكل رئيسي، لكن ثمة قطاعات أخرى محتملة أيضاً». كما قال تيلرسون إن بلاده «تتلقى كثيراً من الدلائل على أن العقوبات الدولية "بدأت تؤلم" بيونغ يانغ فعلياً»، مشيداً بجهود الصين في الضغط على كوريا الشمالية.
وذكر، في كلمة في جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا، أن الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، عزا استعداد كوريا الشمالية في الآونة الأخيرة لخوض محادثات مع بلاده بسبب تأثير العقوبات. وكذلك شدد على أنه لا يزال على ثقة بأن «الضغط سيدفع كوريا الشمالية في نهاية المطاف إلى طاولة التفاوض على برامجها النووية والصاروخية».
من جانب ثانٍ، بحث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ملفات دولية وعربية من بينها الملف الكوري الشمالي. وقالت الخارجية الروسية في بيان أمس، إن لافروف «التقى غوتيريش في نيويورك على هامش مشاركته في جلسة لمجلس الأمن»، مشيرةً إلى أن «الطرفين بحثا ملفي سوريا وكوريا الشمالية، وأكدا عدم وجود بدائل من السبل السياسية والدبلوماسية لحل الأزمات المتعلقة بالبلدين».
وقال لافروف في جلسة مفتوحة للمجلس حول «عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل وتدابير بناء الثقة»، إن «انهيار خطة العمل الشاملة (الاتفاق النووي) سيبعث رسالة مثيرة للقلق بالنسبة الى المجتمع الدولي برمته، بما في ذلك احتمالات التعامل مع المشكلة النووية في شبه الجزيرة الكورية».
إلى ذلك، قالت وكالة «فرانس برس» إن «الصينيين يعززون تدابيرهم الأمنية على طول حدودهم مع كوريا الشمالية، حيث استنفروا الكاميرات وأجهزة الكشف عن الإشعاعات والجنود، لتدارك أزمة إنسانية... أو نووية محتملة». وأضافت الوكالة أنه «في أعقاب أشهر من التصعيد الكلامي بين واشنطن وبيونغ يانغ، تتخوف بكين من أمرين: الأول انهيار النظام الذي يمكن أن يؤدي إلى تدفق ملايين اللاجئين على طول 1420 كلم من الحدود المشتركة، والثاني تداعيات تجربة نووية كورية شمالية».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)