بعد إعلان وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، استعداد بلاده لإجراء حوار مع كوريا الشمالية «من دون شروط مسبقة» أول من أمس، قالت المتحدثة باسم الوزارة إن الولايات المتحدة «لم تغيّر سياستها المتعلقة بكوريا الشمالية»، لافتة إلى أن «الخارجية والبيت الأبيض لديهما الرؤية نفسها» في الملف الكوري الشمالي النووي.
وأضاف هيذر نويرت أن «وزير الخارجية لم يكن يخلق سياسة جديدة، سياستنا تبقى تماماً كما كانت عليه في السابق». لكنها لفتت إلى حاجتها لـ«فترة هدوء» في تجارب بيونغ يانغ النووية والبالستية قبل بدء أي مفاوضات.
وأضافت أنه «ما زلنا منفتحين على الحوار عندما تكون كوريا الشمالية على استعداد لإجراء حوار موثوق حول النزاع السلمي للأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية».
في المقابل، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أن «توجيه ضربة أميركية إلى كوريا الشمالية ستكون له عواقب كارثية»، مضيفاً أنه «يأمل العمل مع واشنطن لحل الأزمة في شبه الجزيرة الكورية». وأضاف أنّ «روسيا لا تقبل الوضع النووي لدولة كوريا الشمالية»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «بعض التحركات التي قامت بها واشنطن سابقاً دفعت بيونغ يانغ إلى انتهاك اتفاق أبرم في 2005 لكبح برنامجها النووي»، مستدركاً: «نعتقد أن على الطرفين التوقف الآن عن تصعيد الموقف».
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن «كوريا الشمالية وغيرها من الدول يجب أن تطبق قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة ببرامج بيونغ يانغ النووية والصاروخية بالكامل».
وحذر، في مؤتمر صحافي أمس بعد اجتماعه برئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، في طوكيو، من خطر الدخول «في حرب بلا تفكير» على كوريا الشمالية، داعياً إلى فَسح المجال للمساعي الديبلوماسية.
وشدد على ضرورة احترام العقوبات الدولية المفروضة على بيونغ يانغ، وذلك من أجل الضغط عليها والتوصل إلى «نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية»، وهو الأمر الذي أكده شينزو.
ورداً على سؤال عن تصريحات تيلرسون، قال غوتيريش إنه «لا يرغب في الإدلاء بتعليقات حول تعابير يمكن أحياناً ألّا تعكس بدقة تفكير الإدارة الأميركية».

الصين غاضبة من «زيارات» محتملة تجريها البحرية الأميركية لتايوان


في شأن آخر، بدأ الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، أمس محادثات مع نظيره الصيني، شي جين بينغ، في بكين، وذلك في محاولة لإصلاح العلاقات المتوترة بين البلدين على خلفية نشر سيول منظومة «ثاد» الصاروخية الأميركية.
وأعلنت الرئاسة الكورية الجنوبية أن مون يأمل «تطبيع» العلاقات خلال الزيارة، بعد أن أعربت بكين عن غضبها لنشر المنظومة الأميركية في وقتٍ سابق من العام للتصدي لتهديدات كوريا الشمالية. ويرافق مون في زيارته الرسمية الأولى لبكين، وفد من رجال الأعمال يضم مسؤولين تنفيذيين في مجموعات «سامسونغ» و«هيونداي» و«إل جي»، في إشارة إلى حلحلة العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وكان المتحدث باسم الخارجية الصينية، لو كانغ، قد أعلن قبل وصول مون إلى أن الجانبين توصّلا إلى «بعض التوافق» حول منظومة «ثاد»، مضيفاً أنه «نأمل أن يستمر التعامل مع المسألة بالشكل المناسب وأن يتمكن الطرفان من إعادة العلاقات الصينية - الكورية الجنوبية إلى مسار التطور السليم والمنتظم».
إلى ذلك، أعلنت الصين أمس، أنها قدمت احتجاجاً رسمياً لدى الولايات المتحدة، بعد أن وقّع الرئيس دونالد ترامب موازنة دفاعية تمهّد الطريق أمام إمكانية زيارة سفن حربية أميركية لتايوان ذات الحكم ذاتي.
وقال لو كانغ في تصريحٍ أمس، إن «التشريع، رغم أنه غير ملزم، إلا انه ينتهك سياسة الصين - الواحدة ويمثل تدخلاً في الشؤون الداخلية للصين»، مضيفاً: «نعارض بشدة أي شكل من المبادلات الرسمية أو الروابط العسكرية بين تايوان والولايات المتحدة، إضافة إلى بيع الأسلحة الأميركية لتايوان».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)