انتخب وزراء مالية الدول الـ19 الأعضاء في مجموعة اليورو، أمس في بروكسل، وزير المالية البرتغالي ماريو سنتانو رئيساً للمجموعة، حيث سيتولى مهماته في 13 كانون الثاني 2018 في المنصب المؤثّر جداً على المستوى الأوروبي.
وتمّ انتخاب سنتانو في الدورة الثانية للاقتراع، ليفوز على منافسه الوحيد وزير مالية لوكسمبورغ، بيار غرامينيا، بعدما انسحب المرشحان الآخران في الدورة الأولى، وهما وزيرة مالية لاتفيا دانا ريزنيس أوزولا، والسلوفاكي الاشتراكي الديموقراطي بيتر كازيمير. وشكّل انسحابهما صدمةً في أوساط الاتحاد الأوروبي، وذلك لأنهما حصلا نتيجة اتفاق سياسيّ تحت الطاولة، ما أثار الغضب في مجموعة اليورو.
وأمام الرئيس الجديد الذي يتولى المنصب لمدّة سنتين ونصف سنة مهمة شاقة في إصلاح منطقة اليورو، عبر ترؤسه الاجتماعات الشهرية للوزراء، والتي تهدف بشكل رئيسي إلى ضمان تنسيق السياسات الاقتصادية الوطنية بين أعضاء المجموعة المؤثرة جداً في صناعة السياسات المالية والاقتصادية لدول الاتحاد الأوروبي.
وأمام سنتانو، بمجرّد تسلّمه مهماته، استحقاقان أساسيان؛ أوّلهما متعلّق بالأزمة المالية في اليونان التي تقترب من نهاية «جدولة إنقاذها» المتفق عليها مع دائنيها، الصيف المقبل. أما الاستحقاق الثاني، فهو تطوير استراتيجية مشتركة للإصلاحات المرتقبة لطريقة إدارة منطقة اليورو، مثل احتمال خلق ميزانية موحّدة.
يشار إلى أن سنتانو الذي انضم إلى الحكومة البرتغالية للمرة الأولى عام 2015، هو أستاذ اقتصاد يبلغ من العمر 50 عاماً ولا ينتمي إلى أيّ حزب. وقد أصبح بسرعة من أهم شخصيات السلطة التنفيذية بمساهمته في إخراج بلاده من الصعوبات التي كانت تواجهها.
ويعتبر رئيس منطقة اليورو واحداً من أهمّ المسؤولين في بروكسل، إلى جانب رؤساء المؤسسات الكبرى الثلاث للاتحاد الأوروبي، المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي والبرلمان الأوروبي، إضافة إلى وزيرة خارجية الاتحاد، فيديريكا موغيريني.
(الأخبار، أ ف ب)