تواصل السلطات العسكرية الكورية الجنوبية والأميركية التحضير للتدريبات العسكرية «فيجيلنت إيس» (Vigilant Ace) الجوية المشتركة، التي تعدّ الأكبر إلى حد الآن في تاريخ العلاقات بين البلدين. هذا الأمر دفع بيونغ يانغ إلى انتقاد سيول وواشنطن بقوة، يوم أمس، واتهامها بـ«السعي إلى الحرب»، إذ ذكرت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية أن وزارة الخارجية نددت بـ«التدريب الجوي المشترك بين قوات الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ووصفته بأنه أكبر تدريب جوي ضدها».
وستبدأ «فيجيلنت ايس» اليوم وتستمر لمدة خمسة أيام، وذلك بعد إطلاق بيونغ يانغ، الأسبوع الماضي، صاروخاً بالستياً عابراً للقارات يمكنه إصابة أراضي الولايات المتحدة.
كذلك، قالت افتتاحية صحيفة «رودونغ» الناطقة باسم الحزب الحاكم في كوريا الشمالية، إن هذه التدريبات «استفزاز مفتوح... يمكن أن يؤدي إلى حرب نووية في أي لحظة». وأضافت أن «الولايات المتحدة ودميتها كوريا الجنوبية اللتين تنزعان إلى الحرب سيكون عليهما أن تبقيا في ذهنيهما أنّ تدريباتهما العسكرية التي تستهدف جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية ستكون عملاً على القدر نفسه من الجنون لتدمير ذاتي».
وكانت وزارة الخارجية الكورية الشمالية قد اتهمت أول من أمس، إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بـ«السعي إلى حرب نووية بأي ثمن» عبر هذه التدريبات الجوية، في وقتٍ قال فيه مستشار ترامب للأمن القومي، هربرت ريموند ماكماستر، إن «احتمال وقوع حرب مع كوريا الشمالية يتعزز». في السياق ذاته، حذّر السيناتور الجهوري ليندساي غراهام من أن «الولايات المتحدة تقترب من شن ضربة استباقية ضد كوريا الشمالية كلما أجرت تجربة صاروخية أو نووية».
وقال في حديث لقناة «سي بي اس»: «اذا أُجريت تجربة نووية تحت الأرض عندها يتعيّن عليك أن تكون مستعداً لمختلف أشكال الرد من الولايات المتحدة».

ستنشر أنظمة دفاع مضادة في الساحل الغربي للولايات المتحدة

من جهة أخرى، نقلت «الوكالة الكورية الجنوبية للأنباء» (يونهاب)، أمس، عن مصدر عسكري قوله إن ست طائرات من طراز (إف-22 رابتور) وخمس من طراز (إف-35 ستيلث) ستشارك في التدريب. كما قالت الفرقة السابعة في سلاح الجو الأميركي إن من المقرر إجراء هذه التدريبات بمشاركة 12 ألف جندي أميركي ضمن قوات كوريا الجنوبية و230 طائرة ستنطلق من ثماني منشآت عسكرية أميركية وكورية جنوبية.
من جانب آخر، قال عضوان في الكونغرس، أول من أمس، إن الوكالة الأميركية المسؤولة عن حماية البلاد من الهجمات الصاروخية تستطلع مناطق في الساحل الغربي لنشر أنظمة دفاع مضادة للصورايخ، إذ إن تجارب كوريا الشمالية الصاروخية «أثارت مخاوف بشأن كيفية دفاع الولايات المتحدة عن نفسها من أي هجوم».
وستشمل أنظمة الصواريخ على الساحل الغربي على الأرجح منظومة «ثاد» المضادة للصواريخ البالستية والمماثلة لتلك التي في كوريا الجنوبية.
غير أنه في رد على سؤال عن الخطة نفسها، قال نائب مدير وكالة الدفاع الصاروخي الأميرال جون هيل في بيان «لم تتلق وكالة الدفاع الصاروخي أي تكليف لوضع نظام ثاد على الساحل الغربي».
في هذا الوقت، أعربت دول عدة عن تخوفها من التجربة النووية الكورية الشمالية، إذ طلبت تسع دول في وقتٍ سابق عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية. وقد يعقد الاجتماع في 11 كانون الأول الجاري، ليكون الرابع من نوعه منذ 2014.
على صعيد آخر، وبسبب قرارات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية، قررت منغوليا رفض تجديد عقود عمل للكوريين الشماليين (حوالى ألف)، ما سيضطرهم إلى مغادرة البلد وترك أعمالهم.
(الأخبار، رويترز)