مع صعود أسعار النفط بشكل ثابت، تشير توقعات الأسواق إلى عزم الدول المنتجة على تمديد اتفاقها بخفض الإنتاج، خلال اجتماع في مقر منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في فيينا، غداً. إلا أن الأسواق قد تتعرض لخيبة أمل مع ورود تقارير تفيد بأن روسيا ليست مقتنعة تماماً بتمديد الاتفاق الذي يتوقّع أن تنتهي صلاحيته بتاريخ 31 آذار، حتى نهاية عام 2018، وفقاً لخبراء.
وتم تمديد الاتفاق الذي أبرمته 24 دولة منتجة للخام قبل عام، وخُفّض الإنتاج بـ1,8 مليون برميل يومياً مرة واحدة حتى الآن. وأثمر ذلك عن خفض الوفرة في كميات النفط العالمية، التي أدت إلى تراجع أسعار الخام إلى أقل من 30 دولاراً للبرميل مطلع عام 2016، وهو مستوى استفاد منه المستهلكون، إلا أنه انعكس سلباً على اقتصادات المنتجين. ويقترب خام برنت، حالياً، من 65 دولاراً للبرميل، بينما اقترب سعر برميل النفط المرجعي الأميركي «ويست تكساس انترميديات» من 60 دولاراً، فيما تبدو مستويات المخزونات طبيعية أكثر. وساعد ازدياد جرعة التفاؤل بشأن الاقتصاد العالمي، وأثره في إنعاش الطلب على النفط، لا سيما من الصين، على تحسّن سعر الخام. وقال أمين عام «أوبك» محمد سانوسي باركيندو، أول من أمس: «لقد حققنا ما اعتقد المشكّكون أنه قد يكون مستحيلاً»، مضيفاً أن «ظروف السوق الحالية وعودة مستوى الثقة والتفاؤل في الصناعة هي كلها أدلة على نتائج جهودنا».

«بلومبرغ»: «أوبك» وروسيا حدّدتا إطار اتفاق على تمديد خفض الإنتاج


في غضون ذلك، أفادت وكالة «بلومبرغ» بأن أعضاء «أوبك» وروسيا حدّدوا إطار اتفاق يرمي إلى تمديد خفض الإنتاج، حتى نهاية عام 2018. ويُعتقد أن السعودية بين الدول الأكثر حماسة لاتفاق من هذا النوع، حيث بإمكان أسعار النفط المرتفعة تعزيز قيمة عملاقة النفط الوطنية «أرامكو»، التي تنوي السعودية عرض جزء من أسهمها للبيع العام المقبل. إلا أن «أوبك» وروسيا لا تزالان تحاولان الاتفاق على التفاصيل المهمة، وفقاً لـ«بلومبرغ»، حيث أشارت تقارير إلى تردّد في أوساط شركات النفط الروسية.
وفي السياق، أفادت مصادر مطّلعة بأن إنتاج النفط من مشروع «سخالين-1»، في أقصى شرق روسيا، من المنتظر أن يرتفع بمقدار الربع، وهو ما ينبئ بأن موسكو قد تجد صعوبة في الالتزام بتخفيضات الإنتاج المتّفق عليها مع «أوبك» للعام المقبل بأكمله.
ويبلغ الإنتاج الحالي لمشروع «سخالين-1»، الذي تديره شركة النفط الأميركية العملاقة «إكسون موبيل»، قبالة ساحل سخالين، حوالى 200 ألف برميل يومياً. ولكونه محكوماً باتفاق لتقاسم الإنتاج مع الدولة الروسية، فإن المشروع مستثنى من أيّ قيود على الإنتاج. ويتضمن المشروع، أيضاً، شركة النفط الوطنية الروسية العملاقة «روسنفت»، التي دأب رئيسها إيغور سيتشن، الحليف المقرّب للرئيس فلاديمير بوتين، على انتقاد اتفاق موسكو مع «أوبك».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)