بعدما اتهمت مدريد موسكو بالتدخل والتأثير في استفتاء الانفصال الكاتالوني عبر نشر «معلومات مضللة»، نفت روسيا، أمس، الاتهامات الموجهة إليها. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحافيين إن «السلطات الإسبانية وحلف شمالي الأطلسي والصحف لم تأت بحجة واحدة ذات قيمة لدعم هذه الادعاءات». وأضاف أن بلاده تعتبر أن «هذه الادعاءات لا أساس لها وهي على الأرجح استمرار متعمد أو غير متعمد لذات الهستيريا التي تجري في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى».
وأثارت إسبانيا، بداية الأسبوع الحالي، مسألة «المعلومات المضللة والتلاعب» الصادرة من روسيا خلال أزمة استقلال كاتالونيا في اجتماع لوزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي. وقال وزير الخارجية الإسباني، ألفونسو داستيس، حينها إنه سيثير «مسألة كيفية تطور المعلومات المضللة والتلاعب الذي أحاط بالاستفتاء والأحداث التي تعاقبت في كاتالونيا». أما وزيرة الدفاع الإسبانية، ماريا دولوريس دي كوسبيدال، فأكدت أن من الواضح أن الكثير من الرسائل على مواقع التواصل الاجتماعي المحيطة بأزمة كاتالونيا كانت صادرة من الأراضي الروسية، رغم أنه لا يزال من الضروري التثبت من ارتباطها بالكرملين. لكن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، رأى أن مدريد تحاول إبعاد الأنظار عن أسوأ أزمة سياسية تعصف بإسبانيا منذ عقود.
وتابع، خلال مؤتمر صحافي في موسكو في وقت سابق، أن المسؤولين الإسبان «على الأغلب ينظمون هذا النوع من الهستيريا الفاضحة والمثيرة لإبعاد أنظار ناخبيهم عن عجزهم على حل هذه المشكلات في الداخل». وتواجه روسيا سيلاً من الاتهامات بالتدخل في سلسلة من الأحداث السياسية المؤثرة؛ بينها التصويت في بريطانيا لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي وانتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي.
(الأخبار، أ ف ب)