عاش الرئيس الأميركي باراك أوباما اللحظات التي حلم بها والتي رسمها لنفسه ليكلّل بها «إرثه» السياسي، قبل خروجه من البيت الأبيض، العام المقبل. ها هو يحقق نجاحاً دبلوماسياً كبيراً من خلال الاتفاق، الذي يأتي ثمرة مفاوضات شاقة استمرت سنتين، والذي يعتبر من أبرز إنجازاته.أوباما قال، أمس، إن «هذا الاتفاق يوفر فرصة للمضي في اتجاه جديد علينا أن نغتنمها»، واعداً برفع العقوبات الأميركية عن إيران.

وفيما من المتوقع أن يشهد الاتفاق في الولايات المتحدة مرحلة جديدة من المفاوضات المكثفة، هذه المرة بين إدارة أوباما والكونغرس، فقد حذر الرئيس الأميركي من أنه سيستخدم حق النقض (الفيتو) ضد أي تشريع سيحول دون نجاح تطبيقه، وبعث برسالة واضحة إلى الجمهوريين الذين قد يفكرون في اتباع مثل هذا الخيار قائلاً: لا تفعلوا ذلك.
وقال: «أعتقد أن الانسحاب من هذا الاتفاق سيكون (إجراءً) غير مسؤول. الخطاب المتشدد من واشنطن لن يحلّ المشاكل»، مؤكداً أن «الدبلوماسية الصلبة والقيادة التي وحدت القوى الكبرى العالمية، توفران طريقة أكثر فعالية لضمان ألا تسعى إيران للحصول على سلاح نووي». وهو إذ أشار إلى أن الاتفاق قطع كل السبل أمام إيران لامتلاك سلاح نووي، إلا أنه عقّب على ذلك بالقول إنه بُني على التحقق، لا الثقة، وبالتالي سيكون رفضه خطأً.
في مقابل ذلك، قال السيناتور الجمهوري بوب كروكر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إنه ينظر إلى الاتفاق من زاوية يشوبها «تشكيك عميق» وتعهّد بمراجعته بدقة بالغة. وأضاف كروكر أن اللجنة ستراجعه عن كثب، وأنه سيبدأ «من موقع تشكك عميق»، في ما إذا كان الاتفاق يحقق بالفعل هدف منع إيران من امتلاك سلاح نووي.
لكن وزير الخارجية جون كيري قلّل من أهمية مراجعة الاتفاق من قبل الكونغرس، وقال: «لا أعتقد حقاً أن يدير الناس ظهورهم إلى اتفاق فيه مثل هذه الخطوات الاستثنائية في ما يتعلق ببرنامج إيران وأيضاً الدخول (إلى المنشآت) للتحقق».
مع ذلك، فقد ذهب بعض الأعضاء الجمهوريين البارزين إلى ما هو أبعد من ذلك في انتقاداتهم، فرأى رئيس مجلس النواب جون بينر أن أوباما تخلى عن أهدافه للمفاوضات ووعد بمحاربة اتفاق سيّئ. وأضاف في بيان: «بدلاً من منع انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، يرجّح أن يذكي هذا الاتفاق سباقاً للتسلح النووي على مستوى العالم».
أما على الجهة الديموقراطية، فقد أشادت نانسي بيلوسي، التي تقود الديمقراطيين في مجلس النواب، بالرئيس الأميركي. وبعدما تحدثت إليه، الليلة الماضية، قالت في بيان إنها تمتدح الرئيس «لقوته خلال المفاوضات التاريخية التي قادت إلى هذه المرحلة» ووعدت بأن يدرس الكونغرس تفاصيل الاتفاق «عن كثب».
(الأخبار)