وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، أوروبا بأنها «ضعيفة جدّاً وبطيئة جدّاً وغير فاعلة»، مؤكداً ضرورة إعادة إحيائها لتتمكن من مواجهة «تحديات العصر الكبرى». وفي كلمة ألقاها في جامعة السوربون في باريس، عرض رؤيته لكيفية إحداث نهضة في الاتحاد الأوروبي، مقدماً سلسلة مقترحات من شأنها أن «تقوي» التكتل عقب خروج بريطانيا منه.
على الصعيد الأمني، اقترح إنشاء «قوة تدخل سريع» أوروبية، واعتماد موازنة دفاع موحدة، وتبني «عقيدة» مشتركة للتحرك. كذلك طلب إنشاء أكاديمية أوروبية للاستخبارات، ونيابة أوروبية لـ«مكافحة الإرهاب»، وقوة مشتركة للدفاع المدني لمواجهة الكوارث الطبيعية، بالإضافة إلى مكتب أوروبي للجوء وتشكيل «شرطة أوروبية» على الحدود. أما على المستوى السياسي والاقتصادي والعلمي، فقدّم ماكرون خططاً عديدة، من ضمنها تعيين وزير مالية لمنطقة اليورو، وإنشاء «وكالة أوروبية للإبداع» قادرة بمفردها على تمويل مجالات بحث جديدة. ودعا إلى فرض ضريبة جديدة على عمالقة التكنولوجيا، مثل «فايسبوك» و«آبل»، الذين، وفق الرئيس الفرنسي، لا يدفعان ضرائب كافية على أعمالهما في أوروبا.
وفي ما يخص بريطانيا، التي تتفاوض حالياً مع الاتحاد الأوروبي للانسحاب منه، قال الرئيس الفرنسي إنه ستكون لها «مكانة» في الاتحاد الأوروبي بعد إنهاء عملية «إعادة تأسيسه» في غضون بضع سنوات. بدوره، رحّب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، بمقترحات الرئيس الفرنسي، واصفاً خطاب «صديقه» بـ«الأوروبي جدّاً»، ومؤكداً عبر «تويتر» أن «أوروبا بحاجة إلى مثل هذه الشجاعة». أما في ألمانيا، فقد لا تلقى المقترحات الفرنسية الترحيب نفسه، ولا سيما في ضيق الهامش الذي حققته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في الانتخابات التشريعية، أول من أمس، ومعارضة «الحزب الديموقراطي الحر» لتعزيز دور الاتحاد الأوروبي.
وقال زعيم الليبراليين كريستيان ليندنر، إنه «سيعارض بشدّة» إنشاء ميزانية موحدة لمنطقة اليورو الـ19، رافضاً بصورة قاطعة أن تستخدم أموال بلاده «لتغطية النفقات العامة في فرنسا أو للتعويض عن أخطاء رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلوسكوني، في إيطاليا».
(أ ف ب، رويترز)