استمرّ التوتر متصاعداً بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، مع اندلاع حرب كلامية جديدة بين الجانبين، فيما حذّرت موسكو من "كارثة لا يمكن توقعها"، في حال استمرار الأمور على هذا النحو. ووجّه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هذا التحذير، رغم أنه أبدى ثقته بأن الأميركيين لن يشنّوا عمليات عسكرية على نظام كيم جونغ أون لتدمير قدراته النووية.
وقال في مقابلة مع قناة "إن تي في" الروسية بثّت، أمس، إن "الأميركيين لن يشنّوا ضربات على كوريا (الشمالية)، لأنهم متأكدون من امتلاكها قنابل نووية ولا يشكّون في ذلك". وإذ دعا إلى الحوار لحل الأزمة الكورية الشمالية، أضاف: "قد نواجه كارثة لا يمكن توقعها، وسنشهد معاناة عشرات، بل مئات آلاف المواطنين الأبرياء في كوريا الجنوبية، وطبعاً في كوريا الشمالية واليابان. وروسيا والصين ليستا بعيدتين".
وكانت الولايات المتحدة، قد أقرنت، أول من أمس، القول بالفعل عبر إرسال مقاتلات حلّقت قرب السواحل الكورية الشمالية. وأكد البنتاغون أنها "رسالة واضحة" لبيونغ يانغ، مع تكرار الأميركيين القول إن "كل الخيارات مطروحة" لدفع الكوريين الشماليين إلى التخلّي عن طموحاتهم النووية وبرنامجهم البالستي. وقالت المتحدثة باسم البنتاغون: "نحن مستعدون لاستخدام كل قدراتنا العسكرية للدفاع عن الولايات المتحدة وحلفائنا".
وجاء هذا التحليق الرمزي للقاذفات الأميركية، على خلفية استمرار حرب كلامية منذ الصيف بين إدارة دونالد ترامب وبيونغ يانغ. في مقابل ذلك، شنّ وزير خارجية كوريا الشمالية ري يونغ هو، في اليوم ذاته، هجوماً لاذعاً على الرئيس الأميركي من المكان نفسه الذي كان دونالد ترامب قد وجّه فيه سهامه إلى بيونغ يانغ، أي من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة. ووصف الوزير ترامب بأنه "شخص مختلّ" يعاني "جنون العظمة"، ووصل إلى اعتباره "ملك الكذابين" و"رجل عصابات".
كذلك، نقلت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، أمس، تعليقات جديدة جاء فيها أن ترامب "عجوز خرف".
وكان ترامب قد ردّ، مساء السبت، وكتب على موقع "تويتر": "استمعت للتوّ إلى وزير خارجية كوريا الشمالية يتحدث في الأمم المتحدة. إذا كان ما قاله يشكل صدى لأفكار الرجل الصاروخ الصغير فإنهما سيزولان قريباً".
(الأخبار، أ ف ب)