تظهر الخلافات بشكل جلي بين مختلف المسؤولين الأميركيين في ما يتعلّق بماهية الرد على التجارب الصاروخية المتكررة التي تقوم بها كوريا الشمالية، والتي كان آخرها إطلاق صاروخ فوق اليابان، أول من أمس. يأتي ذلك في وقت توعّد فيه زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بإطلاق مزيد من الصواريخ فوق اليابان، مؤكداً أن الصاروخ الذي أطلق، أول من أمس، ليس سوى البداية.
ونشرت صحيفة «رودونغ سينمون» الناطقة باسم الحزب الحاكم في كوريا الشمالية، أمس، عشرين صورة لعملية إطلاق الصاروخ، يظهر في إحداها كيم وهو يضحك محاطاً بمستشاريه، وعلى المكتب أمامه خريطة لشمال غرب المحيط الهادئ. وفي صورة أخرى، يراقب الصاروخ الذي أطلق من سونار قرب بيونغ يانغ، وقد اجتاز 2700 كلم بعدما ارتفع حتى حوالى 550 كلم قبل أن يسقط في المحيط الهادئ.
ونقلت الوكالة الرسمية الكورية الجنوبية عن كيم قوله إنه ستكون هناك «تجارب أخرى لصواريخ باليستية في المستقبل، وسيكون المحيط الهادئ هدفاً لها». وقال إن إطلاق الصاروخ كان «مقدمة مهمة لاحتواء غوام، القاعدة المتقدمة للاجتياح» و«فاتحة (...) لتدابير مضادة حازمة» ضد المناورات العسكرية المشتركة التي تقوم بها واشنطن وسيول في كوريا الجنوبية.

خطاب «مؤتمر السفراء» يعدّ بمثابة المرجعية التي يستند
إليها التوجه الدبلوماسي


أميركياً، تباينت المواقف الرسمية وتناقضت بين مناصر للحل الدبلوماسي ومناهض له. وفيما أعلن وزير الدفاع جيمس ماتيس أن الحل الدبلوماسي لا يزال ممكناً لوضع حدّ لإطلاق كوريا الشمالية صواريخ باليستية، أكد الرئيس دونالد ترامب في تغريدة على موقع «تويتر» أن الحوار مع كوريا الشمالية «ليس الحل».
وجاء كلام ماتيس، بعد لقائه نظيره الكوري الجنوبي سونغ يونغ ــ مو، حيث شدد على أن «الحلول الدبلوماسية لا يمكن أن تنفد». إلا أن ترامب غرّد قبل تصريح ماتيس بالقول: «منذ 25 عاماً، تجري الولايات المتحدة نقاشات مع كوريا الشمالية، ولا تحصل سوى على الابتزاز. النقاش ليس الحل».
ودعت الولايات المتحدة إلى «تحرّك منسق» من جانب المجتمع الدولي ضد كوريا الشمالية، وذلك بالتطبيق الكامل للعقوبات الاقتصادية للضغط عليها من أجل التخلي عن برامجها النووية والصاروخية المحظورة. وقال السفير الأميركي المعني بنزع السلاح روبرت وود، أمام مؤتمر نزع السلاح الذي يعقد برعاية الأمم المتحدة، إن «هدف فرض مثل هذه العقوبات هو الضغط على حكومة كوريا الشمالية للتخلي عن برامجها وأنشطتها المحظورة، وليس معاقبة شعب أو اقتصاد كوريا الشمالية أو دول أخرى».
وأدلى مسؤولون عسكريون كبار من كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة بأحاديث طويلة، بشأن برامج أسلحة كوريا الشمالية أمام المؤتمر المنعقد في جنيف، الذي حضره الدبلوماسي الكوري الشمالي جو يونغ تشول.
في غضون ذلك، بثّ التلفزيون الرسمي في كوريا الشمالية مقطع فيديو لتجربة إطلاق صاروخ باليستي في اليوم السابق، الذي حلّق فوق جزيرة هوكايدو اليابانية وسقط في البحر. وأظهر الفيديو، الذي عرضه التلفزيون المركزي الكوري، الصاروخ «هواسونج ــ 12» الباليستي المتوسط المدى وهو ينطلق من منصة.
في مقابل ذلك، أجرت البحرية الأميركية، تجربة إسقاط صاروخ باليستي قصير المدى قبالة ساحل ولاية هاواي في المحيط الهادئ. وذكر بيان لوكالة الدفاع الصاروخي، التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن البحرية الأميركية نفذت «بنجاح تجربة معقدة» على إسقاط الصاروخ في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء (بالتوقيت المحلي).
وقال اللفتنانت جنرال، سام جريفيز، مدير الوكالة، بحسب البيان الذي نقله موقع «إن بي سي نيوز» الإخباري الأميركي: «نعمل بشكل وثيق مع الأسطول لتطوير هذه القدرة الجديدة المهمة، وهذا من الأهداف الرئيسة». وأضاف: «سنواصل تطوير التكنولوجيا الدفاعية المضادة للصواريخ الباليستية لنكون على أهبة الاستعداد لأي تهديد»، من دون الإشارة بشكل مباشر إلى كوريا الشمالية.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)