بينما بدأت العلاقات الأميركية - التركية تشهد تحسناً، اتفقت كل من شركة الغاز الروسية «غازبروم» والشركة الحكومية التركية لأنابيب النفط «بوتاس» على شروط تمويل مشروع غاز «السيل التركي»، وفق ما أكد المدير العام لـ«بوتاس»، برهان أوزكان، في حديثه أمام المنتدى العالمي للنفط في إسطنبول.
وتابع أوزكان أن الطريق نحو الحصول على إذن الشروع بالعمل على خط الأنابيب الثاني من «السيل التركي» يسير بطريقة إيجابية، مضيفاً أن لا تغيير في خط سير الأنابيب التي ستمر في الجزء الأوروبي من تركيا، وأن مهندسين يعملون، براً وبحراً، لاستكماله. وأعلنت روسيا وتركيا في تشرين الأول الماضي رسمياً اتفاقهما على تنفيذ المشروع الذي قد تبلغ قيمته نحو 11.4 مليار يورو. وقد بدأت «غازبروم» في أيار الماضي بمد المقطع البحري من «السيل التركي» الذي من المتوقع الانتهاء منه في عام 2018.
يشار إلى أنّ من المفترض أن يزود «السيل التركي» تركيا والمستهلكين الأوروبيين بنحو 47 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، 16 منها للاستعمال المحلي التركي، و47 ستصل إلى الحدود التركية - اليونانية، ومنها إلى أوروبا.
وتزامناً مع ذلك، تشارك أنقرة منذ مساء أول من أمس في مناورة «سي بريز 17» العسكرية الأميركية - الأوكرانية في البحر الأسود، التي من المفترض أن تستمر حتى 22 تموز.

تشارك أنقرة
في المناورة الأميركية ـ الأوكرانية في
البحر الأسود

وتضم المناورة التدريبية، التي تجري سنوياً في البحر الأسود، في نسختها السابعة عشرة سفينتين أميركيتين و800 من جنود البحرية الأميركية، بالإضافة إلى قوات بحرية من 17 دولة أخرى توجد جميعها في منطقة أوديسا الأوكرانية. وشوهدت فرقاطة حربية وسفينة إنزال وغواصة تابعة لتركيا، وهي ترسو أول من أمس في ميناء أوديسا للمشاركة في المناورات البحرية.
وفي الوقت نفسه، عبّر «حلف شمال الأطلسي» عن تضامنه مع أوكرانيا في الجهود التي تبذلها لمواجهة «أعمال روسيا العدوانية»، وفق ما صرّح أمينه العام ينس ستولتنبرغ خلال زيارة لكييف، لعقد اجتماع اللجنة المشتركة بين الأطلسي وأوكرانيا، قبل يومين. وأكد في مستهل الاجتماع أن «روسيا تستمرّ في أعمالها العدوانية ضد أوكرانيا، لكنّ حلف الأطلسي وحلفاءه يدعمون أوكرانيا وهم إلى جانبكم». وعبّر الأمين العام لـ«الأطلسي»، الذي تطمح كييف إلى الانضمام إليه، «عن تضامن الحلف مع أوكرانيا ودعمنا القوي لسيادة أراضي بلدكم ووحدتها».
وتأتي زيارة ستولتنبرغ غداة زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لكييف، حيث دعا روسيا إلى «القيام بالخطوة الأولى لوقف التصعيد» في شرق أوكرانيا، حيث لا تزال الأزمة مستمرة منذ عام 2014.
وبعد زيارته كييف، أكد تيلرسون من أنقرة بداية عملية إعادة بناء «الثقة المفقودة» مع تركيا، حليفتها في «حلف شمال الأطلسي»، بعد فترة من التوتر على خلفية دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا التي تعدّها تركيا منظمة إرهابية تابعة لـ «حزب العمال الكردستاني». وبعد لقائه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قبل يومين في إسطنبول، أوضح أن إدارة الرئيس دونالد ترامب بدأت إصلاح العلاقات مع تركيا. وأضاف أن العلاقات الأميركية مع تركيا «بالغة الأهمية من وجهة نظر أمنية للفرص الاقتصادية المستقبلية»، مشيرا إلى الموقع الاستراتيجي لتركيا بين أوروبا والشرق الأوسط. وتابع أنه «لهذا يتعين علينا إصلاح العلاقات... وأعتقد أننا نخطو الخطوات الأولى في هذا الصدد». يذكر أن تركيا تملك ثاني أكبر جيش نظامي في «حلف شمال الأطلسي»، كذلك فإن قاعدتها الجوية «إنجيرليك» حيوية بالنسبة إلى العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)