أعاد «حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي» أمس، انتخاب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل زعيمةً له للمرة التاسعة، لتقود حزب يمين الوسط في الانتخابات التي ستجري العام المقبل.
وصوّت 89,5 في المئة من أعضاء الحزب لمصلحتها، في ثاني أدنى نسبة تصويت تحصل عليها منذ تسلمها قيادة الحزب عام 2000، حين حصلت على 95,9 في المئة من أصوات الأعضاء.
وجاء التصويت بعدما ألقت ميركل خطاباً «مفاجئاً» قوبل بتصفيق حاد خلال المؤتمر في ايسن، تبنت فيه سياسة أكثر صرامة حيال ملف اللجوء وأعلنت فيه تأييدها لحظر النقاب في ألمانيا، في محاولة لاحتواء أي توجه شعبي نحو اليمين المتطرف.
وشددت ميركل، التي تحاول توحيد صفوف الحزب قبل الانتخابات المرتقبة العام المقبل، على أن «القانون الألماني هو الركيزة الأساسية المعتمدة بالبلاد» وهو «فوق الشريعة الاسلامية»، مشيرة إلى أنّ النقاب «لا مكان له في ألمانيا» ويجب حظره «حيثما كان ذلك ممكناً من الناحية القانونية».
أما في ما يخص اللاجئين، فقالت إن وصول أعداد كبيرة منهم كما حصل في صيف عام 2015 «يجب أن لا يتكرر»، مشيرة إلى أن الحد من تدفق اللاجئين «كان ولا يزال هدفي السياسي».
وتحاول ميركل أن تأخذ موقف أكثر حدّة من أزمة اللاجئين التي عصفت بأوروبا، بعد تعرضها لانتقادات واسعة، سواء داخل الحزب أو خارجه، إثر تبنيها سياسة «الحدود المفتوحة». وأكدت أن 890 ألف لاجئ وصل إلى ألمانيا ولكن «لا يمكنهم البقاء كلهم في البلاد»، مشيرة إلى أن الحكومة ستعمل على دراسة كل طلب لجوء بنحو فردي.
واتهمت المنظمة المعنية بحقوق اللاجئين في ألمانيا «برو أزول» حزب ميركل بـ«الانتقال الخطير نحو اليمين على حساب الحقوق الأساسية للاجئين»، تزامناً مع المؤتمر.
وكان وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير (التابع لحزب ميركل) قد دعا إلى إدراج إجراءات أكثر صرامة في قانون اللجوء، مشدداً على ضرورة «تنفيذ عمليات ترحيل أكبر بكثير في عام 2017».
من جهة أخرى، انتقدت ميركل من يهاجم الاتفاقات التجارية الحرة التي «تدافع عن قيم المساواة والمنافسة الشريفة بين الدول والدفاع عن حقوق المستهلكين».
أما في ما يخص أوروبا، فشدّدت المستشارة على ضرورة أن تبقى أوروبا قوية»، لأن «ألمانيا لا يمكنها أن تكون قوية، إلا إذا كانت أوروبا قوية». وأكّدت أنها ستتصدى لتصاعد النزعة الشعبوية، في إشارة إلى الصعود السريع لحزب «البديل لألمانيا»، وهاجمت «الحلول البسيطة» التي يقترحها اليمين الشعبوي والمتطرف، مؤكدة أن «الأمور ليست سوداء أو بيضاء».
وبالرغم من تراجع شعبيتها عامةً، حتى داخل الحزب (في 2014 حصلت على 96,7 في المئة من الأصوات)، أصرت على الترشح في الانتخابات القادمة، محذرة من أن الحملة الانتخابية ستكون الأصعب منذ إعادة توحيد ألمانيا في 1990.
(الأخبار)