أعلنت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، خلال اجتماع مع نواب حزبها المحافظ، أن ألمانيا غير مستعدة لبحث أي طلب من أثينا لمساعدة جديدة قبل إجراء استفتاء اليونان، الأحد، فيما اشترط وزير الاقتصاد في حكومتها إلغاء هذا الاستفتاء لإجراء محادثات.وقد اقترحت أثينا على شركائها الأوروبيين، أمس، عرض اتفاق جديد على سنتين يسمح بتلبية احتياجاتها المالية مع إعادة هيكلة ديونها، في وقت يبدو فيه تخلفها عن السداد أمراً محتوماً. وأعلنت الحكومة، في بيان، أنها قررت «البقاء حول طاولة المفاوضات»، رغم تنظيم استفتاء، الأحد، حول المباحثات مع الدائنين وأنها «اقترحت اليوم» اتفاقاً مع الآلية الأوروبية للاستقرار، على مدى سنتين، «لتغطية كافة الاحتياجات المالية وإعادة هيكلة الديون».

من جهتها، قالت المستشارة الألمانية، أمام الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي الديموقراطي في البوندستاغ: «قبل الاستفتاء لا يمكننا في الجانب الألماني بحث أي طلب مساعدة جديدة»، وفق ما نقل برلماني كان حاضراً.
وعلى هامش اجتماع مع نواب حزبه الاشتراكي الديموقراطي، أكد وزير الاقتصاد ونائب المستشارة سيغمار غابرييل أن من «الأفضل أن يلغي (رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس) تسيبراس الاستفتاء. سنتمكن عندئذ من استئناف المحادثات بسرعة كبيرة». وأضاف أنه «إن لم تكن هذه هي الحال، سنتمكن من القيام بذلك بعد الاستفتاء».
يشار إلى أن برنامج الانقاذ المالي، الذي منح لليونان، انتهى العمل به، أمس، وهو كذلك اليوم الذي ينبغي لأثينا أن تعيد فيه قرضاً يبلغ حجمه 1,6 مليار يورو لصندوق النقد الدولي.
وأدت تصريحات المسؤولين الألمان إلى تدهور البورصات الأوروبية، في آخر الجلسة، فيما بدأ يرتسم في الأفق مباشرة قبل ذلك حل في اختبار القوة بين اليونان ودائنيها.
وكانت أثينا قد شهدت، ليل الاثنين، تظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف لتأييد موقف الحكومة، فيما لوّح رئيس الحكومة أليكسيس تسيبراس بأنه قد يستقيل من منصبه، إذا صوّت الناخبون اليونانيون لقبول مقترحات الجهات الدائنة في الاستفتاء.
وقال تسيبراس إنه سيكون من شأن تصويت الناخبين بغالبية كبيرة لرفض مقترحات الدائنين، مساعدة اليونان في التوصل إلى اتفاق أفضل من ذلك المطروح حالياً. وأضاف أنه ما لم يحصل على تلك الغالبية، فإنه لن يكون مستعداً للاستمرار في منصبه من أجل الإشراف على المزيد من إجراءات التقشف.
وناشد تسيبراس، في كلمة بثها التلفزيون اليونانيين ليلة الاثنين، رفض شروط الدائنين، قائلاً إن من شأن ذلك «تزويد اليونان بأسلحة قوية» تأخذها معها إلى طاولة المفاوضات. وقال: «نطالبكم برفضها (الشروط) بكل ما أوتيتم من قوة وبأكبر فارق ممكن»، مضيفاً أنه لا يؤمن بأن الجهات الدائنة تريد لليونان أن تخرج من منظومة اليورو «لأن ثمن ذلك سيكون باهظاً جداً».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)