أعلنت الولايات المتحدة قرار الدول الكبرى في مجموعة «5+1» وإيران تمديد المفاوضات، حتى السابع من تموز، بغية التوصل إلى اتفاق شامل بشأن الملف النووي الإيراني، وذلك بعدما كان مقرراً أن ينتهي، أمس، الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق طويل الأجل.في هذا الوقت، عاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى فيينا، بعدما كان قد غادرها الأحد إلى طهران من أجل التشاور، فيما حضر، أيضاً، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي أعلن من هناك، أن الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى «بات في متناول اليد».

وقال لافروف إن «المفاوضات تتقدم في الاتجاه السليم»، مضيفاً: «تبقى قضايا تتصل في شكل رئيسي بمشاكل ذات طابع إجرائي أكثر منه تقنياً. لدينا كل الأسباب للاعتقاد بأن النتائج باتت في متناول اليد».
وفي وقت سابق أمس، أعلنت كبيرة مستشاري وزارة الخارجية الأميركية للاتصالات الاستراتيجية، ماري هارف، أن «دول 5+1 وإيران قررتا تمديد التدابير المتخذة في إطار خطة العمل المشتركة حتى 7 تموز، بغية إتاحة مزيد من الوقت أمام المفاوضات للتوصل إلى حل طويل الأمد في الملف النووي الإيراني».
لافروف: الاتفاق
النووي «بات في
متناول اليد»

من جهته، جدّد الرئيس الأميركي باراك أوباما التأكيد أنه إذا لم يكن المفاوضون، في نهاية المحادثات الجارية، على ثقة بأن كل السبل أمام حصول إيران على سلاح نووي قد سدت، فلن يجري التوصل إلى اتفاق. وقال في مؤتمر صحافي: «في نهاية المطاف سيرجع هذا إلى الإيرانيين» للوفاء بالشروط التي حدّدها المجتمع الدولي.
في مقابل ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن المفاوضات بلغت مرحلة حساسة جداً، مشدداً على أن الاتفاق الذي يوافق عليه الشعب الإيراني هو الاتفاق العادل والمتوازن، والذي يحفظ الكرامة الوطنية وحقوق الشعب.
وعبّر ظريف، في تصريح للصحافيين، بعد وصوله إلی فيينا برفقة رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي ومساعد الرئيس الإيراني حسين فريدون، عن ارتياحه لبلوغ المفاوضات هذه المرحلة. وقال: «أشعر بأن المفاوضات بلغت مرحلة حساسة جداً، وفي هذه المرحلة يمكن دعم مسار المفاوضات في ظل الإرادة السياسية والعزم والعمل الشامل».
وصرح ظريف بأن «حضور صالحي إلى فيينا سيساعدنا كثيراً في هذا المجال». وأشار إلى أن «ما هو مطلوب أکثر من أي شيء آخر هي الإرادة السياسية للطرف الآخر لتسهيل العمل، بهدف التوصل إلی نهاية مقبولة ودائمة».
وإذ أکد أن «الشعب الإيراني سيوافق فقط علی الاتفاق العادل والمتوازن الذي يحفظ العزة الوطنية وحقوق الشعب»، فقد أعرب عن اعتقاده بأن «الطرف الآخر استوعب هذه الحقيقة، فمن دون التوصل إلی اتفاق جيّد والاعتراف بحقوق الشعب لا يمکن التوصل إلی اتفاق طويل الأمد». ورداً علی سؤال بشأن محاور الخلافات، أوضح أن «نص المفاوضات لن يثمر نتيجة، ما لم يشمل دراسة جميع المواضيع، وعلينا أن نجتاز هذه المرحلة».
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أشار، الاثنين، إلى أنّ «من المبكر القول ما إذا كانت المفاوضات الصعبة مع إيران ستنجح». وقال: «نحن نعمل، ومن المبكر جداً إصدار أية أحكام».
أما في ما يتعلق بالنقاط الخلافية القائمة، فقد أعلن مسؤول أميركي، الاثنين، أنه جرى التوصل إلى نظام خلال المحادثات يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول جميع المواقع الإيرانية المشتبه بها. وقال المسؤول، الذي لم يشأ كشف هويته: «لقد حددنا نظاماً نعتقد أنه سيتيح للوكالة الدولية للطاقة الذرية دخول (المواقع) التي تحتاج إليها»، موضحاً أن إيران لن تكون مجبرة على السماح بدخول كل مواقعها العسكرية.
وسبق أن رفض المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي، مراراً، أي تفتيش للمواقع العسكرية الإيرانية من جانب الوكالة الذرية.
وفي هذا المجال، أوضح المسؤول أن «الفكرة ليست في تمكيننا من دخول كل موقع عسكري (إيراني)، لأن الولايات المتحدة نفسها لن تسمح لأي كان بدخول أي موقع عسكري فيها، لذلك فهذا الأمر غير مناسب»، موضحاً أن «لكل الدول أهدافاً عسكرية تقليدية وأسراراً عسكرية لا ترغب في أن تتقاسمها مع الآخرين».
وتدارك قائلاً: «ولكن إذا رأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في أطار الاتفاق، أنها تحتاج إلى السماح لها بدخول (بعض المواقع) ولديها سبب لذلك، فإن لدينا إجراءً للسماح بالدخول».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)