القاهرة | عقدت الجامعة العربية في القاهرة، أمس، اجتماعاً على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث تداعيات الحوادث الإرهابية التي استهدفت الكويت وتونس. وبحث الاجتماع موضوع القوة العربية المشتركة، بعد وصول صياغات مشروع متعلّق بها إلى مرحلته النهائية.وفي هذا الإطار، تدرس القاهرة والرياض وعدد من العواصم العربية الدعوة إلى قمة عربية طارئة، من أجل إقرار القوة العربية المشتركة، بحلول تشرين الأول أو الثاني، وخصوصاً أن الصياغة النهائية يجري إعدادها في الوقت الحالي، وعُرضت خطوطها العريضة على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قبل أيام قليلة، باعتباره رئيس الدورة الحالية للقمة العربية.

واستعرض السيسي، في اجتماع مطوّل مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الأركان الفريق محمود حجازي، الخطوط العريضة لمشروع القوة العربية، فيما يُعقد اجتماع آخر، نهاية الشهر المقبل، للاطلاع على الصيغة النهائية للمشروع.
القاهرة والرياض
تبحثان قمة عربية طارئة في تشرين

ورجح مصدر رئاسي مصري لـ«الأخبار» أن يقوم السيسي بزيارة المغرب لمناقشة المشروع مع الملك محمد السادس، على أن يكون على أجندته، أيضاً، لقاء مع أمير الكويت للغاية نفسها، لأنهم يمثلون «ترويكا» القمة العربية، بعدما تولّت الكويت رئاسة الدورة الماضية وفيما تتسلم المغرب رئاسة الدورة المقبلة. يعقب ذلك، اجتماع لوزراء الخارجية العرب، بهدف مناقشة المشروع وإقراره ورفعه إلى القادة العرب، في قمة طارئة بدعوة من القاهرة ــ الرئيس الحالي للقمة العربية.
وأضاف المصدر أن السيسي كلّف الفريق حجازي بسرعة إنهاء المشروع وتجاوز النقاط الخلافية ومراجعته من الناحية القانونية والدستورية، بحيث لا يتعارض مع ميثاق الجامعة العربية أو مع أي من دساتير الدول العربية، وهو ما يعكف عليه فريق من الخبراء والقانونيين في الجامعة العربية. وأشار المصدر إلى أن المشروع وخطواته أجلت الحديث عن تقاعد الأمين العام الحالي، باكراً، بناءً على طلب من السيسي.
رئيس الأركان المصري الأسبق اللواء عبد المنعم سعيد تحدث لـ«الأخبار» عن أهمية سرعة إقرار القوة المشتركة، «لمواجهة التحديات وتدريب القوات على العمل المشترك، من دون الانتظار حتى شهر آذار المقبل موعد القمة العربية الدورية». وأشار إلى أن «التحديات التي تواجهها الدول العربية أمر يصعب معه احتمال الانتظار من دون أن يكون هناك مبرر للتأجيل». وأضاف أن «اجتماعات رؤساء الأركان تعتبر الجزء الأهم بالنسبة لإقرار القوة، ولا سيما أنه جرى خلالها الاتفاق على النقاط الخلافية»، مشيراً إلى أن «تواجد القوة سيكون له أثر كبير في مواجهة مخاطر داعش».
واستبعد سعيد أن «يتم التدخل، بشكل فوري، من خلال القوة المشتركة في أي عمليات عسكرية على أرض الواقع، وخصوصاً أن الجيوش تحتاج إلى تدريبات لتنظيم العمل المشترك بينها، وهو ما يحتاج بالتالي إلى بعض الوقت ويحتّم على القادة العرب سرعة الموافقة على إنشاء القوة، حتى تكون جاهزة للتدخل في أقرب وقت».
الخبير في الشؤون العربية طارق الفقي رأى أن الاتجاه لعقد القمة الطارئة أمر مرتبط بشعور القادة العرب بأهمية تطبيق خطوة القوة المشتركة التي تأخرت كثيراً، ذلك أن الظروف الحالية لا تسمح بتأجيل الأمر أكثر من ذلك.
وأضاف الفقي لـ«الأخبار» أن «السرعة في إنجاز رؤساء أركان الجيوش العربية للمباحثات في ما بينهم، أمر لم يحدث منذ فترة طويلة، وهو ما يعني إدراكهم خطورة المرحلة الحالية، في ظل حالة التشتت التي يعيشها عدد من الدول العربية»، ولكنه توقع أن «تحدث خلافات ــ وفقاً لاعتبارات سياسية لدى دول عدة ــ مرتبطة بقرارات تدخل القوات»، مشيراً إلى أن «بعض الدول قد تحجم عن التدخل».