تعهد يوم أمس، رئيس «حزب الشعب الجمهوري» المعارض، كمال كيليتشدار أوغلو، بإكمال «مسيرة العدالة»، وذلك بعد خمسة أيام من بدء ناشطي الحزب وبعض الجمعيات الأهلية مسيرتهم من أنقرة إلى إسطنبول احتجاجاً على سجن نائب «الشعب الجمهوري»، أنيس بربر أوغلو، إثر صدور قرار بحقه بالسجن 25 عاماً لإدانته بالتجسس.
تزامناً، رفضت محكمة في إسطنبول الاستئناف بقضية بربر أوغلو، مشيرة إلى أنه ساعد، «بمعرفة تنظيم إرهابي»، بتسريب «أسرار الدولة» لصحيفة «جمهورييت»، في إشارة إلى فيديو يظهر شاحنة تابعة للاستخبارات التركية وهي تنقل أسلحة إلى سوريا. وفي رسالة وجهها بربر أوغلو من سجن مالتيبي في إسطنبول، قبل يومين، رأى أن حريته مرتبطة بحرية الصحافة في تركيا، معلناً دعمه لـ«مسيرة العدالة» التي يقودها حزبه.
من جهته، أعلن كيليتشدار أوغلو البالغ من العمر 69 عاماً أنه سيستمر في السير «بعزم» من أجل «العدالة لثمانين مليون شخص»، متابعاً أن الهدف من المسيرة ليس «إيذاء أحد... (فنحن) نريد أن يعيش الجميع معاً بانسجام». وأكد عزمه على الاستمرار بالسير، على الرغم من الانتقادات والتهديدات التي وجهتها السلطة، وخصوصاً رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان.
وبعدما التزم الصمت على مدى يومين منذ بداية «المسيرة»، كان أردوغان قد خرج عن صمته يوم السبت الماضي، ليُعبّر عن استيائه من تحرك كيليتشدار أوغلو، مشيراً إلى ضرورة إيقافه «على الفور»، واصفاً إياه بأنه «غير قانوني».

يعتبر أردوغان أن المسيرة التي تقوم بها المعارضة غير قانونية
ووصل الأمر بالرئيس التركي بتشبيه تحرك المعارضة، الذي لا يرفع المشاركون فيه أي شعارات حزبية، بمحاولة انقلاب ليل 15 تموز 2016. وقال: «كان لجنود غولن طائرات أف-16 ودبابات، أما في حالة كيليتشدار أوغلو، فالسير على الأقدام هو السلاح»، وفق صحيفة «حرييت» التركية. وحذر أردوغان كذلك الجمعيات الأهلية المشاركة بمسيرة «العدالة» من أن «خرق الدستور» قد يقودهم «إلى المحاكم يوماً ما»، مشدداً على ضرورة احترام السياسيين لقرارات المحاكم، على الرغم من أن أردوغان نفسه قد رفض قرارات القضاء أكثر من مرة وفق ما ذكرت «حرييت».
كذلك، جدد نائب رئيس الحكومة، نور الدين جانكيلي، أمس، ربط تحرك المعارضة بـ«جماعة فتح الله غولن الإرهابية»، معتبراً أنّ «المسيرة التي يقوم بها كيليتش دار أوغلو من أجل العدالة هي في الواقع تدعم جماعة فتح الله غولن».
أما أول الانتقادات من قبل حكومة «العدالة والتنمية» للمسيرة، فقد جاء على لسان وزير العدل، بكر بوزداغ، قبل أيام، إذ رأى أن كلام كيليتش دار أوغلو بشأن تحكم «العدالة والتنمية» بالنظام القضائي هو «افتراء» بحق العاملين فيه. فيما وجه رئيس الوزراء، بن علي يلدريم، انتقاداً ساخراً إلى رئيس «حزب الشعب»، قائلاً إنّ على كيليتشدار أوغلو أخذ القطار السريع إلى اسطنبول إذا أراد رؤية بربر أوغلو، متابعاً أن «العدالة لا تتحقق في الشوارع، بل في البرلمان».
جدير بالذكر أنّ اتحادات صحافية تواصل رفضها لقول أردوغان في إفطار لممثلي الوسائل الإعلامية، يوم السبت، إن «من بين 177 صحافياً مسجوناً، اثنان فقط يحملان بطاقة صحافة». وقال رئيس «الجمعية التركية للصحافيين»، تورغاي أولجايتو، لصحيفة «جمهورييت»، إن «المزاعم التي يطلقها الرئيس قاسية... فمعظم زملائنا المسجونين لا يعرفون حتى ما هي تهمتهم».
(الأخبار)