هزّ انفجار ضخم وسط العاصمة الأفغانية كابول، أمس، أدى إلى مقتل 90 شخصاً على الأقل، وجرح أكثر من 400، فيما وصلت أضراره إلى عدد من السفارات الأجنبية والمكاتب الموجودة في الشارع المستهدف، ليكون بذلك واحداً من بين أعنف التفجيرات التي تستهدف كابول منذ غزو الولايات المتحدة للبلاد عام 2001.
وفي وقت متأخر من مساء أمس، نقلت «فرانس برس» عن مسؤول أميركي أن «11 أميركياً يعملون في كابول هم بين الجرحى»، مضيفاً أنّ «11 من الحراس الأمنيين الأفغان للسفارة الأميركية قتلوا».
وأعلنت الشرطة أن «قنبلة ضخمة مخبأة في صهريج لنقل مياه الصرف الصحي» انفجرت في ساعة الذروة الصباحية بوسط كابول، على مقربة من مجمع السفارة الألمانية، في أشد الهجمات دموية منذ أن قتل «داعش» في تفجير الصيف الماضي 100 شخص في تظاهرة في كابول. وحتى مساء أمس، لم يتبنَّ أي طرف الهجوم الذي كان معظم ضحاياه من المدنيين الأفغان، والذي ترك حفرة عمقها سبعة أمتار. إلا أنّ الاستخبارات الأفغانية اتهمت «شبكة حقاني».
ووفق بيان صادر عن بعثة «الدعم الحازم» بقيادة «حلف شمال الأطلسي» في كابول، فإن قوات الأمن الأفغانية «منعت السيارة من دخول المنطقة الخضراء» المحصنة التي تضم العديد من السفارات ومقر البعثة، ما يشير إلى أن السيارة الملغَّمة ربما لم تصل إلى هدفها المحدد. وفي موقف لافت، أثنت «البعثة» على «تيقظ وشجاعة قوات الأمن الأفغانية التي منعت الآلية المفخخة» من التوغل أكثر داخل المنطقة الدبلوماسية، ما أدى إلى سقوط «ضحايا مدنيين في الجوار»!

اتهم حميد قرضاي قبل
يومين واشنطن بدعم تنظيم «داعش» في بلاده

ويأتي هذا الهجوم في مرحلة تمكنت خلالها حركات إرهابية مختلفة من السيطرة بنحو متصاعد على مساحات واسعة من أراضي البلاد، بينما تتحكم الحكومة الأفغانية بنحو 60 في المئة فقط من الأراضي. ويأتي أيضاً في وقت تبحث فيه الإدارة الأميركية إمكانية إرسال ما بين 3 آلاف إلى 5 آلاف جندي إضافي إلى أفغانستان، حيث يوجد أصلاً 13 ألف عسكري «أطلسي»، 8400 منهم أميركيون، «مهمتهم الأساسية تدريب القوات الأفغانية ومواجهة التهديد الإرهابي المتزايد». ومن المنتظر أن يتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قراراً قريباً بشأن توصية بإرسال القوات الإضافية لتعزيز قوة التدريب التابعة لـ«حلف شمال الأطلسي» وبعثة مكافحة الإرهاب الأميركية.
وفيما تترقب الحكومة الأفغانية القرار الأميركي، فإنّ الرئيس السابق حميد قرضاي، الذي كان يُعدُّ رجل واشنطن في كابول، أطلق تصريحات لافتة قبل يومين، اتهم فيها الولايات المتحدة بدعم تنظيم «داعش» في بلاده. وقال قرضاي، في تصريحات لوكالة «الأناضول» التركية، إن «عناصر داعش الذين يمارسون أنشطة إرهابية في أفغانستان جُلبوا جميعاً من الخارج لأجل بعض الأهداف، ويتلقون دعماً من الولايات المتحدة». ورأى أن الولايات المتحدة «لا تريد انتهاء الأنشطة الإرهابية» في أفغانستان، مضيفاً أنّ «الوجود الأميركي أسهم في تعزيز داعش». وأعلن قرضاي أنّ «الهدف الرئيسي لداعش في بلاده يتمثل في زعزعة الاستقرار بالبلدان المجاورة».
من جهة أخرى، وصف الرئيس الأفغاني أشرف غني، الهجوم بأنه «جريمة حرب»، فيما كتب رئيس الوزراء عبدالله عبدالله، على «تويتر»: «إننا مع السلام، لكن الذين يقتلوننا خلال شهر رمضان المبارك لا يستحقون أن ندعوهم لصنع السلام، ينبغي تدميرهم».
وفي السياق، أدان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، في بيان، «العمل الأحمق والجبان»، مؤكدا أن «التزام الولايات المتحدة في افغانستان ثابت».
وكتب وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل، عبر «تويتر» أن التفجير وقع قرب المدخل المحصن للسفارة الألمانية وقتل أحد حراس الأمن وأصاب بعض العاملين بالسفارة بجروح. وأضاف أن «هناك مصابين في السفارة الألمانية، ولكنها إصابات طفيفة في الأغلب. بين القتلى أفراد أمن أفغان على الأرجح كانوا يعملون في السفارة الألمانية». وبينما أكدت كل من فرنسا والصين وتركيا أن سفاراتها تضررت، لكن من دون إصابات، قالت مصر إن أضراراً لحقت بمبنى سفارتها وسكن السفير، وإنّ حارساً أصيب.
(الأخبار)