استنكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، بشدة، الاتهامات التي وُجّهت لإيران، في البيان الختامي لزيارة الملك السعودي إلى ماليزيا، والذي أعرب عن القلق "إزاء التدخلات الإيرانية في دول المنطقة".ورأى قاسمي أمس أن الاتهامات الواردة في البيان هي "مواصلة للمحاولات السعودية الزائفة تماماً وغير الصائبة، والتي تتم عبر صرف الأموال الطائلة"، نافياً "هذه الاتهامات العارية بشأن نفوذ إيران في باقي بلدان المنطقة".

وأكد قاسمي أن "السياسة المبدئية للجمهورية الإسلامية، هي بصفتها دولة مؤثرة ومحبة للسلام"، مضيفاً أنها "كانت وستظل مبنية على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في شؤون الدول كافة". وشدّد على أن بلاده "تتبع سياسة حسن الجوار، والتعاون مع جميع الدول المجاورة، ودول المنطقة، والعالم، بهدف تعزيز الاستقرار، والأمن والسلم، ومكافحة الإرهاب من دون هوادة".
وأوضح قاسمي أن "هذا السلوك غير المقبول للحكومة الماليزية في الحديث عن مثل هذه الاتهامات الزائفة، والمعدة سلفاً في أروقة المحافل الصهيونية، والتي تستهدف وحدة العالم الإسلامي، سوف لن يساعد في سير العلاقات المتنامية بين البلدين (إيران، وماليزيا)".

تمنى قاسمي على الحكومة الماليزية أن تحلّل سياسة إيران بعقلانية أكثر

وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إلى "الاجتماع الأخير لمنظمة التعاون الإسلامي، الذي عُقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور، بتعاون إيراني كبير، لمناقشة المجازر الوحشية ضد مسلمي ميانمار"، معرباً عن أسفه "من الإجراء الماليزي الأخير الذي ابتعد عن ذلك النهج، ودخل في منعطفات خطيرة، تستهدف اليوم كل آسيا، والعالم الإسلامي، ويكشف عن خطة تقوية الجماعات التكفيرية، لا سيما داعش، التي تتم عبر مساعدة، ودعم وتوجيه مادي ومعنوي، وصرف الأموال الطائلة، أو في إطار تعاون اقتصادي أو مساعدات أخرى من قبل بعض البلدان المعروفة".
ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية "جميع البلدان الإسلامية إلى التعامل بحذر وحيطة أكبر مع أوضاع المنطقة والعالم، والابتعاد عن الخوض في هكذا مواضيع منافية لمبدأ العلاقة الودية والسلمية بين الدول". وأشار إلى أن بلاده "تتمنى على الحكومة الماليزية، وكما كانت عليه سابقاً، أن تحلّل سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعقلانية أكثر، وتبتعد عن الخوض في مثل هذه المواضيع التي تطرح من قبل جهات مشكوك في أمرها، وتهدف إلى إضعاف العالم الإسلامي".
في هذه الأثناء، كان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز يواصل زيارته لجاكرتا، حيث دعا إلى "توحيد الصفوف لمواجهة تحديات الأمة الإسلامية، وفي مقدمتها التطرف والإرهاب". وقال في كلمة ألقاها أمام البرلمان الإندونيسي، إن "التحديات التي تواجه أمتنا الإسلامية خصوصاً، والعالم بصفة عامة، وفي مقدمتها ظاهرة التطرف والإرهاب، وعدم احترام سيادة الدول والتدخّل في شؤونها الداخلية، تستدعي أن نقف صفاً واحداً في مواجهة التحديات".
(الأخبار)