"سيريزا"، ويعني باليونانية العودة إلى الجذور، كان يُنظر إليه على أنه "ائتلاف اليسار الراديكالي" الذي فاجأ الاتحاد الأوروبي بفوزه بالانتخابات النيابية في كانون الثاني ٢٠١٥، إذ حصل على ٣٦،٣٤٪ من الأصوات (١٤٩ مقعداً في البرلمان من أصل ٣٠٠).
تأسس الائتلاف عام ٢٠٠٤، وضمّ عدّة أحزاب يسارية يونانية. رفع في انتخابات ٢٠١٥ شعارات بثّت الآمال مجدداً في نفوس اليونانيين الذين كانوا يتخبطون في الأزمة المالية الكارثية منذ نهاية عام ٢٠٠٩، والتي ساهمت في ملامسة الديون عتبة الثلاثمئة مليار يورو. وعد الائتلاف، بشخص زعيمه أليكسيس تسيبراس، بوقف سياسة التقشف وبمواجهة شروط الاتحاد الأوروبي وأوامر بنك النقد الدولي وبتحقيق العدالة ومحاربة الفساد، وسداد جزء من الديون عبر فرض عائدات ضريبية على الشركات الخاصة.
لكن عقب تشكيل "سيريزا" حكومة جديدة، اصطدم قادته بجدار الأنظمة الأوروبية ولا سيما ألمانيا، وواجهوا صعوبات كثيرة بإقناع دول الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد بالموافقة على مقترحاتهم. وبعد أشهر من المباحثات، رضخ تسيبراس للشروط الأوروبية ولشروط "صندوق النقد"، ووافق على الاستمرار بسياسات التقشف، برغم أنّ اليونانيين رفضوا في استفتاء نُظّم في شهر تموز 2015 خطة الدائنين. وأدى الأمر إلى استقالة وزير المالية يانيس ڤاروفاكيس الذي اختلف مع تسيبراس، ورأى في الاتفاقية التي يسعى الدائنون لفرضها على اليونان أنها بمثابة "اتفاقية فرساي جديدة"، مضيفلً أنّ البنوك حلت مكان الدبابات كأداة مثلى للانقلاب على السلطة... في دلالة جديدة على أنّ فترة حكم "سيريزا" وصراعه مع الاتحاد وانكساره، تؤكد على الدور التدميري الذي لعبه الاتحاد بدم بارد مع اليونان.