احتضن مكتب الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية، أمس، اللقاء الثالث والأخير من مفاوضات السلام القبرصية بين رئيس جمهورية شمال قبرص التركية مصطفى أقينجي، ورئيس جمهورية قبرص نيكوس أناستياياديس.
وخلال الجلسة، بحث الجانبان أهم مسألة في المفاوضات، وهي المتمثلة في «قضية الأرض»، وكان من المقرر أن يخرج كافة المشاركين من قاعة الاجتماع، باستثناء أقينجي وأناستياياديس، وخبيرين اثنين في شؤون الخرائط من كلا الطرفين، إضافة إلى المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن قبرص إسبن بارث إيد. على أن يقدّم خلال هذا الاجتماع المصغّر كل من أقينجي وأناستياياديس خريطتيهما المقترحتين، ليقوم الخبيران بتدقيقهما ويتولى المبعوث الأممي بعد ذلك مهمة الاحتفاظ بهما في الصندوق السري للأمم المتحدة.

اعتبر الاتحاد الأوروبي
أنّ المفاوضات
تشكل فرصة أخيرة

ومن المقرر عقب انتهاء المفاوضات، أن يعقد اليوم مؤتمرٌ دوليٌ، بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والأطراف القبرصية والدول الضامنة المتمثلة بتركيا واليونان وبريطانيا، فيما لم يُعلن أي من الأطراف الثلاثة حتى مساء أمس، إن كان رؤساء الوزراء سيحضرون. وستشكل مسألتا الأمن والضمان محور مناقشات المؤتمر الذي سيحضره ممثلون عن الاتحاد الأوروبي بصفة «مراقب خاص».
وكان مبعوث الأمم المتحدة قد أعلن في وقت سابق أنه «جرت تسوية كثير من القضايا التي اختلف بشأنها الجانبان»، مضيفاً أن «الأمر لا يزال يتطلب مزيداً من العمل».
ومن جانبه، اعتبر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، أن المفاوضات تشكل «الفرصة الأخيرة» لوضع حد لتقسيم الجزيرة المستمر منذ أكثر من 40 عاماً. وكان المتحدث باسم الحكومة القبرصية اليونانية نيكوس خريستودوليدس، قد اعتبر أن التوصل إلى اتفاق «هو في متناول اليد، (لكننا) قريبون منه بمقدار ما نحن بعيدون منه».
ولا تزال هناك القضايا العالقة التي تحتاج إلى حلول قبل التوصل إلى اتفاق، بينها عودة النازحين ودفع التعويضات المالية وتقاسم أراضٍ تشمل مدناً بكاملها، إلى جانب مستقبل قواعد الجيش التركي في الشطر الشمالي من الجزيرة.
(الأخبار)