صوّرني زميل أردني وأنا أتناول الخبز المقدس من يد مطران كنيسة الأرمن الأرثوكس في طهران. هددني، مازحاً، بنشر الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ انظروا ناهض حتر، الماركسي القديم المواظب، يصلّي ويخشع للقربان المقدس، جسد المسيح ودمه. كفّ عن التهديد، يا وليد السبول؛ ها أنا أقول إنني، بعد أربعين عاماً من مقاطعة الكنيسة، أصلي، وأشعل الشموع، الكثير من الشموع لمعتز ومعتصم (ولدي) وللرئيس ودمشق ولحسن نصر الله ولجنود الجيش العربي السوري والمقاومة، وأسأل الله المتجسد في المسيح، ثم في عليّ، النصر على أجلاف الصحراء والعثمانيين والإمبريالية والصهيونية. مَن ذلك الأبله الكذاب الذي يدعي المساواة بين الجمهورية الإسلامية في إيران والمملكة السعودية، ويعتبرهما، كليهما، دولتين «دينيتين»؟ كلا.
هنا، في إيران، حرية دينية ـ روحية، وثقافية ـ حضارية، تعددية، تدفعك إلى أن تمارسها، تحفزك من الداخل؛ تريد أن تؤكد أنك مسيحي، وأن تمارس الإيمان المسيحي، ليس لأنك مؤمن، بل تمسكاً بكرامتك الإنسانية التي يهدرها الدواعش والنصرة والإخونج، لكي تثبت لنفسك، أولاً، أنك انسان. المدهش أن العديد من الزملاء الأردنيين، من المسلمين السنّة، تناولوا القربان المقدس أيضاً، وكأنه ضرب من التحدي للوهابية والتزمّت والتكفير والإرهاب. أنْ تكون مسيحياً في هذا الشرق، يساوي، اليوم، أن تكون مقاوماً؛ حتى أننا انحنينا بالسلام المعهود على المطران؛ هذه الانحناءة، في أم الكنائس في طهران، لها معنى مختلف، معنى الإباء، معنى الحرية، في بلد يمكنك أن تكون فيه سنياً، شيعياً، مسيحياً، أرمنياً، فارسياً، عربياً، زرادشتياً، علمانياً... من دون أن تكون مستَبعَداً، غريباً، مستهجَناً... في «الجمهورية الإسلامية». قارنْ ذلك بالمداهمات التي تقوم بها الشرطة السعودية لمنازل مغتربين مسيحيين يحتفلون معاً، داخل جدران بيوتهم، بعيد الميلاد المجيد؛ هذه الوحشية التي تتحول ذبحاً وتفجيرات وقتالاً وتهجيراً في سوريا والعراق، على أيدي «الثوار» الوهابيين ـ العثمانيين.

الاتجاه الرسمي
للسياسة الإيرانية لا يزال يرى في «المملكة العربية السعودية»، بلداً «شقيقاً وصديقاً»

كنت أشتري فاكهة للعشاء؛ حين سمعتْ امرأة إيرانية شابة بالسعر الذي اقترحه البائع؛ قالت لي بالإشارات: لا تشترِ! تحدثتْ مع البائع ملياً، كنت أنظر إلى أنواع الكرز والمشمش والدراق والعنب، مشتهياً، متذكراً سهرات عمر الخيام الذي كان يواكل صديقته، الفاكهة. لكن الفتاة الجميلة أصرت، قالت بالفارسية لزميلي: قل له أن يذهب إلى «تجريش»، هناك أجود وأرخص. حالما ولجتُ السوق الشعبي في «تجريش»، كانت أناشيد هادئة تصدح، في مقام صالح بن موسى الكاظم؛ رغبت في أن ألوذ بالمكان، أتأمل، أستقبل إشارة المطلق، سمعت الصرخات، التضرعات، رأيت النساء غير المحجبات يبكين؛ نساء يلبسن على الموضة الأوروبية، يُخفين نصف شعورهن بشالات ملونة فاتنة. النساء، هنا، فاتنات جسورات واثقات يحظين باحترام الرجال. الرجال يبدون وكأنهم مخلوقات في خدمتهن، يقدن سياراتهن، ويرتدن المطاعم، ويسرن نحو المترو، وداخله تحت خمس طبقات، وحيدات أو زرافات؛ لا نظرات رجولية فاحشة، لا تعليقات، لا تحرش إطلاقاً. إحداهن تفترش الطريق، تعزف على آلة صغيرة تشبه القانون، بقربها وعاء للقطع النقدية؛ عزفها ساحر محترف، ولكنها لا تثير الكثير من الانتباه، مشهد متكرر بالنسبة إلى المارّة. أما أنا فدهشت. هل يحدث ذلك إلا في مترو باريس؟ طلبتُ أن أصوّرها، رفضت، ثم وافقت على أن لا تكون الصورة للنشر. وثقتْ بي رغم أنها عرفت أنني صحافي.
رأيت مقالاتي المنشورة في «الأخبار»، خصوصاً تلك التي تطرح الأسئلة النقدية حول الموقف الإيراني من سوريا، يُعاد نشرها في الصحافة الإيرانية؛ الكثيرون يقرأونها ناهز هتر: «سلّم على السيد»! في المترو الذي يهبط عميقاً تحت الأرض، لاحظ مرافقي أن هذا العمق مفيد إذا نشبت الحرب! الحرب؟ نعم؛ فمن يثق بالأميركيين؟ إذا كانت شروطهم تعجيزية، إذا طلبوا تفتيش المواقع العسكرية، ووضعوا ذلك أساساً للاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني... فلن يكون هناك اتفاق أصلاً.
ماذا سيحدث إذا لم يحدث اتفاق؟ زميلنا الآب حنا كلداني له رأي واقعي: لن يحدث شيء أبداً؛ فما تريده طهران من تفكيك الحصار بدأ بالفعل، ولا يمكن التراجع عنه. فندق الاستقلال، على كل حال، مكتظ برجال الأعمال الأجانب؛ ليس الاقتصاد الإيراني اقتصاد نفط وغاز؛ البلاد أنجزت، خلال سنوات الحصار، ما يشبه المعجزة الاقتصادية في الصناعة، كما في تطوير التقنيات الزراعية. بيد أن الأهم، بالنسبة إلى المواطنين، يتمثل في القفزات البلدية التي تعيشها طهران؛ الشوارع الواسعة النظيفة المحاطة بالأشجار، التخطيط المدني، المترو، الباص السريع، الحدائق الغنّاء، ملاعب الأطفال، ومتنزهات الأسر، والابتسامات على الوجوه؛ ملامح الحرية تكسو جمال الوجوه .أقل من 25 بالمئة من الإيرانيات محجبات (مقابل، مثلاً، 75 بالمئة منهن في عمّان). في تقدير رسمي، 60 بالمئة من الإيرانيين والإيرانيات، يتوقون إلى الحياة على النمط الغربي، بيد أن مؤيدي سياسات الغرب، أقلية؛ ماذا سيحدث، داخلياً، إذا لم يجر توقيع النووي مع الغرب؟ سيمرّ شهر رمضان بلا ردود أفعال، لكن بضعة ألوف من الإيرانيين والإيرانيات، سيتظاهرون ضد النظام! هل سيكون هناك قمع؟ كلا، بل ربما تظاهرات مليونية مضادة.
من حسن الحظ أنني قضيت الكثير من الوقت مع الناس ـ لا، كما حدث في زياراتي الأولى لطهران، مطلع العام الحالي ـ التقيت بأسر، بشباب وصبايا، غير مشغولين بالنقاشات السياسية. شيء ممل بالنسبة إليهم، لكن الوطنية الإيرانية قوية جداً، الاعتزاز بإيران، وقوتها، وبرنامجها النووي وإنجازاتها الاقتصادية والدفاعية؛ هناك ما يشبه الإجماع في الرأي العام الإيراني، حول عظمة البلاد. إجماع آخر حول سوريا. سوريا تمثل نموذجين يستجيبان للتيارين المصطرعين في النظام الإيراني؛ هي نموذج الانفتاح والتعددية والحياة المدنية عند الليبراليين، وهي، أيضاً، نموذج المقاومة بالنسبة إلى المتشددين. سوريا، الدولة الوطنية السورية، الجيش السوري، خارج الحسابات، لكن، ربما، بحسابات مختلفة.
لا تعدو نسبة المتدينين الملتزمين، وفق تقديرات شبه رسمية، ثلث الإيرانيين، لكن الأغلبية الساحقة تعيش حياة روحية؛ شيء شبيه بما لدى المسيحيين. الأغلبية غير ملتزمة، لكنها، مع ذلك، على نحو ما، مسيحية. يظهر ذلك في الحشود الاحتفالية في المناسبات الدينية، وفي النظرة إلى الحياة، وأيضاً في هذا الإحساس الفخور بالوطن وإنجازاته.
الحياة اليومية للإيرانيين ليست صعبة إلى درجة تحفز تكوين تيار سياسي جماهيري يضغط باتجاه توقيع الاتفاق النووي بأي ثمن. صحيح، حسب شابات وشباب التقيتهم في سهرة خاصة، هناك المزيد والمزيد من الأجيال الجديدة التي تميل إلى نمط الحياة الغربية، لكن أقلية محدودة جداً هي التي تؤيد الغرب، سياسياً. لذلك، لن يكون هناك الكثير من الاحتجاجات على انهيار الاتفاق النووي مع الغرب؛ هل ستكون أشهر الصيف الإيراني لاهبة؟ هل تحدث تسوية داخلية؟ هل تُطاح قيادات ليبرالية؟ أسئلة معلّقة.
المناورة الأميركية لإحداث حالة من الصدام الداخلي من خلال الهجوم «الإيجابي» ستفشل، والمراهنون على تغييرات نوعية في السياسة الإيرانية، سيخسرون الرهان. سيكون هناك المزيد من التنازلات الداخلية من المؤسسة الدينية نحو غض الطرف عن أشكال جديدة من نمط الحياة الغربي. وهو نمط موجود فعلاً في إيران، نمط متصالح، فعلياً، مع النظام وطابعه الديني.
تعمّقت هذه المصالحة الواقعية، منذ عام 2011، حسب مثقف إيراني مستقل، بسبب ما شهدته الثورات العربية من تحولات؛ في البداية، عُدَّت «صحوة إسلامية»، لكن سرعان ما اتضح أنها صحوة التزمت الطائفية والتكفيرية والإرهاب. الحرب على سوريا هي التي كسرت مفهوم «الصحوة». تبين أنها صحوة تقودها الوهابية وتركيا العثمانية، بأعمالها التي هزت الضمير البشري تحت عنوان الإسلام. هنا، أصبح للتيار المدني قوة معنوية وأخلاقية إزاء صحوة دينية تقطر بالدم وتزخر بالرؤوس المقطوعة.
هذه النقطة بالغة الأهمية لفهم السياسة الداخلية في إيران؛ فبالنظر إلى فعالية الدولة الوطنية في التنمية، انحسار دور الكمبرادور أثناء الحصار، التصنيع، الزراعة، الخدمات، ووجود جيش مدني مكوّن من مليون مجاهد، يعملون، ليلاً ونهاراً، لتطوير البلاد، وتحسين الخدمات، وجعل الحياة اليومية أكثر عدالة، لا توجد، في الواقع، معارضة ذات قاعدة جماهيرية؛ الليبراليون الكمبرادوريون فئة ليس لها جذور أو وزن سياسي نوعي؛ لديها مشروعها للاندماج الاقتصادي والسياسي في النظام الغربي. وهذه الفئة يمكن عزلها، اجتماعياً وسياسياً، فقط من خلال الفصل بينها وبين جمهور الشباب الوطني والموالي للدولة الوطنية، ولكنه يأمل مزيداً من الانفتاح الثقافي الحياتي.
لا أميل إلى استخدام مصطلحَي التشدد والإصلاح في وصف التيارين السياسيين في إيران. هذا توصيف ايديولوجي يصبغ الوطنيين بطابع التزمت الديني ويصبغ الكمبرادوريين بطابع التنوير والإصلاح. ليس الأمر كذلك. هناك، في إيران، أغلبية وطنية ساحقة من الملتزمين وغير الملتزمين دينياً، وأقلية كمبرادورية تدور في فلك الغرب، وكلما كان هناك تفاهم ثقافي بين التيارات الوطنية، يظل الكمبرادور في عزلة سياسية وجماهيرية.
الحياة في طهران، مدنية. التخطيط البلدي للعاصمة شبيه بالتخطيط البلدي في أي عاصمة أوروبية مخططة نظيفة، لكن أكثر عدالة؛ فهي متاحة لكل الفئات الاجتماعية. الرجال جادون وهادئون، والنساء يمتلئن ثقة وحبوراً. عمليات التجميل، وخصوصاً عمليات تجميل الأنوف، منتشرة، ترى آثارها في الأنوف النسائية المغطاة بالشاش. الإيرانيات، على العموم، جميلات؛ يردن أن يزددن جمالاً. الحفلات التي تجمع الأسر الشابة والأصدقاء في المنازل، تضج بالفرح، ما يريده الشباب أن يكون الحبور علنياً. لا أكثر؛ فلا شيء يمنع شاباً غربي السلوك من الاستشهاد دفاعاً عن الوطن.
هل سيكون هناك اتفاق نووي في نهاية المطاف؟ يبدو ذلك صعباً، إلا إذا تخلت الولايات المتحدة عن شرطها المتمثل في تفتيش المنشآت العسكرية الإيرانية وشروط أخرى ماسة بالسيادة. المؤشرات في خطة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تتجاوز هذه التفاصيل إذا تمكن من تجاوزها. خطة أوباما الاستراتيجية تقوم على تعزيز المواقع السياسية والاقتصادية للنخب الإيرانية، الكمبرادورية وغربية الهوى، 120 مليار دولار ومبادلات تجارية وعلاقات ثنائية وجماعية مع الدول الغربية. الباقي معروف... تشكُّل نخبة اقتصادية سياسية تتجه نحو وهم الاندماج في النظام الرأسمالي الغربي العالمي، الخصخصة، وخفض التقديمات الاجتماعية (الخدمات العامة من كهرباء وغاز وماء وتعليم وطبابة الخ، شبه مجانية الآن) وتحرير الأسعار والعملات الخ؛ تجربة نجحت في مصر ما بعد عبد الناصر، وروسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي، وأدت إلى دمار البلدين. هذا هو الخيار الاستراتيجي الأميركي بالنسبة إلى إيران.

إيران الرسمية شديدة البراغماتية:
تجاوز الصراع السني ـ الشيعي، وعلاقات طبيعية مع دول الجوار
وإيران تقاوم، ليس فقط من خلال رفض الشروط الغربية للاتفاق النووي، وليس، فقط، من خلال رفض مناقشة الملفات الإقليمية، بل، بالأساس، من خلال مقاربة ذات شعبتين: الأولى، الأكثر انتشاراً، ترى إمكانية توقيع الاتفاق النووي من دون المساس بثوابت النظام، والثانية لا تريد للاتفاق ذاك أصلاً، أو متشائمة إزاءه، أو تشكك في نتائجه، سواء على التركيب الاجتماعي السياسي للدولة أو على الدور الإقليمي الإيراني. تراهن هذه المقاربة على قوة إيران المتصاعدة، وعلى تعزيز العلاقات الثنائية التحالفية مع روسيا والصين ودول البريكس؛ ففي هذا الخيار منجاة من الغرب وتدخلاته ومساعيه لإضعاف الدولة الإيرانية أو تطويعها؛ بالنسبة إلى هذا التيار الذي نحب أن نسميه «الوطني» (وليس بالتسمية الصحافية الملتبسة: المتشدد)، يمثل المزيد من الانخراط الإيراني في الحرب دفاعاً عن سوريا، قوة مضاعفة لإيران. لا تسوية هنا. لكن يمكن إجراء تفاهمات في العراق تحديداً، على أساس منع التقسيم وتأمين الاستقرار في هذا البلد، على أساس القبول الواقعي بالنفوذ الأميركي في النخب العراقية الحاكمة.
الاتجاه الرسمي للسياسة الإيرانية لا يزال يرى في «المملكة العربية السعودية»، بلداً «شقيقاً وصديقاً»؛ ولا يزال الأمل معقوداً على تغيير عقلاني في السياسة السعودية إزاء اليمن وبلدان المنطقة، يسمح بتعاون ثنائي لمحاربة الإرهاب واستيعاب الانشقاق السني ـ الشيعي. لكن السعودية، حتى الآن، لا تستحيب، بل تصعّد. وما يدهش هو الحرص الإيراني الرسمي على الحيلولة دون تورط السعودية في عمليات عسكرية وسياسات أمنية، من شأنها انهيار المملكة وتفككها وصوملتها. ولا ترى إيران الرسمية لها أي مصلحة في ذلك! وتأمل بدور مصري قيادي، وترى في السياسة الأردنية اتزاناً وحكمة، ولا تستبعد الإخوان المسلمين، وتؤكد الطابع الاستراتيجي للعلاقة مع تركيا. إيران الرسمية شديدة البراغماتية، تنزع نحو السلام، وتجاوز الصراع السني ـ الشيعي، وإقامة علاقات طبيعية مع دول الجوار، والتنسيق معها لمحاربة التنظيمات التكفيرية الإرهابية التي صنّعتها دول الجوار بالذات! حسناً، تريد السياسة الرسمية الإيرانية تجاوز كل التناقضات للتركيز على عدو واحد، إسرائيل، في استعادة لفكرة التضامن العربي ـ الإسلامي.
لكنّ، في إيران أيضاً، اتجاهاً وطنياً ثورياً، وقوياً، يخشى تبعات اتفاق سيئ مع الغرب، ويعتبر سوريا معركة كونية لمحور المقاومة، ويرى في التحالف الأميركي ـ السعودي ـ التركي، رجعية متحالفة مع إسرائيل، تشغّل التكفيريين الإرهابيين لضرب محور المقاومة ومنع انتشاره.
لحركة التحرر العربي في إيران، حلفاء أقوياء، يدركون، بالضبط، طابع الحرب ومضمونها، ويصارعون، داخلياً وخارجياً، لكي تكون إيران في موقعها الصحيح في الصراع التاريخي الدائر، إقليمياً ودولياً.



خامنئي: اليقظة مطلوبة

رأى مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران٬ السيد علي خامنئي٬ أنّ «مفجر الثورة... الإمام الخميني الراحل قد وقف صامدا ضد قوى الهيمنة حتى آخر لحظة من حياته»، مضيفاً، خلال مراسم الذكرى السنوية لرحيل الخميني، أن «إحدى أبرز صفات مؤسس الجمهورية الإسلامية كانت مقارعته لهيمنة القوى الكبرى بهدف حفظ استقلال البلاد وسيادتها».
وقال (بحسب نص وكالة فارس)، «اليوم، فإنّ فرض الحظر على ايران من قبل هذه القوى جاء ليستهدف استقلال البلاد وسيادتها، ومن هنا نطالب الجميع باليقظة تجاه هذا الأمر والعمل على تعزيز استقلال البلاد»، محذراً من «تحركات الاعداء الرامية الى استهداف الوحدة الوطنية في ايران وتحركهم من أجل بث روح الفرقة والفتنة بين المسلمين». وأشار إلى «طرح الأعداء مصطلح ما يسمونه الهلال الشيعي في هذا الاطار کنموذج من تحرکات الفتنة الرامية إلی ضرب الوحدة الاسلامية»، مؤکداً أن «ايران بعيدة کل البعد عن اتخاذ مواقف طائفية». ورأى أنّ عبارة «الشيطان الاکبر» التي أطلقها الامام الراحل علی الولايات المتحدة تمثل ابداعا لافتاً، مؤكداً كذلك أنّ الإمام الخميني کان يؤمن بهذا الامر حتی آخر يوم من حياته وکان يعتقد به اعتقادا جازما. وجاء حديث خامنئي في وقت ذكرت فيه وكالة أنباء الجمهورية الايرانية أن ايران والقوى العالمية الست استأنفت، أمس، مفاوضاتها بشأن برنامج طهران النووي.
(الأخبار، رويترز)