استعان الرئيس الإيراني حسن روحاني بحدث تاريخي، ليؤكد من خلاله إصرار إيران على تحرير اقتصادها من الحصار المفروض عليها، فوصف الدول الست ومجلس الأمن بـ«البعثيين الجدد»، مشبهاً الحصار الاقتصادي على بلاده باحتلال مدينة خورمشهر الإيرانية على يد النظام العراقي.وفي كلمة أمام «المؤتمر الوطني الثامن للاحتفاء بالمضحّين» في طهران ــ بالتزامن مع ذكرى تحرير مدينة خورمشهر الإيرانية ــ قال روحاني إن «الاقتصاد الإيراني قد جرى احتلاله على يد البعثيين الجدد، (الدول الست ومجلس الأمن الدولي)»، موضحاً أنهم «يعرقلون اليوم الاقتصاد الإيراني، ونحن نريد تحرير اقتصادنا بالاستفادة من الأدوات السياسية والدبلوماسية».

وأضاف الرئيس الإيراني «اليوم يقوم هؤلاء باحتلال قطاعنا النفطي، وقد جاء البعثيون الجدد ومنعونا من بيع نفطنا الذي يعود إلى هذا الشعب»، كما أكد أن «الدول الست ومجلس الأمن والقوى العظمى يحتلون اليوم قطاعنا النفطي، ويجب علينا أن نحرره».
وأشار إلى أن «علاقاتنا المصرفية مع العالم احتلّها هؤلاء البعثيون الجدد، ونحن يجب أن نحرّر كافة قطاعاتنا الاقتصادية والتجارية والعلمية، التي احتُلّت في كافة أنحاء العالم، باعتبارها مدينة خورمشهر جديدة يجري تحريرها من يد الأعداء». وذكر الرئيس الإيران أن «يوم 24 أيار ليس حادثاً بل ملحمة مستمرة حتى تحرير كافة القطاعات الاقتصادية والمصرفية والتأمينية والاجتماعية والسياسية والثقافية والعلمية»، مضيفاً «سنحتفل بذلك».
من جهته، أکد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني «ضرورة الاستفادة من کافة الطاقات الدبلوماسية لتسوية القضايا النووية». وأوضح أن «التوجه الإيراني يرتكز علی استخدام جميع الطاقات لحلّ القضايا النووية والدولية والإقليمية».
وأشار لاريجاني، خلال المراسم التي أقيمت لتكريم النواب المضحين في المجلس، إلی القضايا الاقتصادية والملف النووي والأحداث الإقليمية التي تواجهها إيران. وقال «نحن نواجه اليوم في المنطقة کائنات وحشية تريد القضاء علی المسلمين».
كما أضاف «أننا لو ألقينا نظرة علی ما يجري في سوريا واليمن لرأينا أن البعض وبدلاً من الوقوف بوجه أميركا يهاجمون أشقاءهم المسلمين».
في هذه الأثناء، حضر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ومساعده عباس عراقجي، جلسة غير علنية لمجلس الشوری الإيران. وخلال جلسة الاستماع، قال عراقجي إن «عمليات التفتيش ستجري في إطار البروتوكول الإضافي (لمعاهدة الحد من الانتشار النووي)، وهذا لا يعني أن الأميركيين سيتمكنون من تفتيش أي موقع في أي وقت»، مضيفاً أن «من المؤكد أن عمليات التفتيش هذه ستكون منظمة»، كما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن المتحدث باسم رئاسة مجلس الشورى بهروز نيماتي.
وبعدما نقلت وكالة أنباء «فارس» عن النائب المحافظ جواد كريمي قدوسي قوله، بعد هذه الجلسة المغلقة، إن «عراقجي أكد في تقريره أنه جرى قبول تفتيش مواقع عسكرية، لكن المقصود عمليات تفتيش منظمة وستجري بجدية»، نفى عراقجي هذا الكلام، عبر صفحته على «انستاغرام»، بالقول «ماذا يمكننا أن نفعل سوى أن نشتكي إلى الله (مصير) كريمي قدوسي ووكالة فارس»، مضيفاً صورة للصفحة الأولى لوكالة «فارس» على الانترنت بعنوان «وافقنا على تفتيش مواقع عسكرية».
إلى ذلك، رفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي اتهم فيها إيران بمعاداة اليهود واتباع سياسات توسعية في الخليج، مؤكدة أن «أوباما يمارس التضليل».
وقالت أفخم إن «الحقائق التاريخية تثبت أن الدور الإيراني بنّاء ومسالم في المنطقة والعالم»، مضيفة أن طهران «تحترم كافة الأديان السماوية وأتباعها ومنهم اليهود والديانة اليهودية»، ومؤكدة أن «السياسة الإيرانية المعادية للصهيونية والاحتلال والجرائم الصهيونية وإرهاب الدولة، غير موجهة للدين اليهودي وأتباعه».
(الأخبار، أ ف ب)