أفشلت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا المبادرة العربية لإقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط، إذ انتهى اجتماع الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي في نيويورك يوم الجمعة الماضي من دون إقرار مشروع البيان الختامي الذي يحدد الأول من آذار 2016 موعداً نهائياً لمؤتمر يتناول النووي الإسرائيلي، وفق الاقتراح الذي قدمته مصر الشهر الماضي.
«إصرار مصر على مقترحها الخاص بالمؤتمر كان مفاجئاً، والقاهرة هي من ينبغي توجيه اللوم إليه»، قال الدبلوماسي الأميركي، رورت وود، أمام قاعة الجمعية العامة للمنظمة. وكانت مصر قد اقترحت الشهر الماضي، مدعومة من الدول العربية وأخرى من دول عدم الانحياز، أن تتضمن الوثيقة النهائية لمؤتمر مراجعة اتفاقية الحد من السلاح النووي (الذي يعقد كل خمس سنوات) دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى عقد مؤتمر إقليمي بشأن حظر أسلحة الدمار الشامل، «بمشاركة إسرائيل أو بعدم مشاركتها». وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون نزع السلاح والأمن الدولي، روز غوتميلر، إن مسودة البيان «لا تتفق مع السياسة (الأميركية) المتبعة منذ زمن بعيد»، ولا تحوز «موافقة كل الأطراف المعنية»، في إشارة إلى إسرائيل. وأضافت غوتميلر إن بلادها تفضّل «ألا تكون هناك وثيقة نهائية على أن تكون هناك وثيقة سيئة»، وذلك فيما أوضح السفير البريطاني لشؤون نزع السلاح، ماثيو رولاند، أن فشل التوصل الى بيان ختامي سببه «هذه النقطة وهذه النقطة فقط»، أي تحديد موعد لمؤتمر في آذار يناقش ضمناً النووي الإسرائيلي.
«بعد آمال كبيرة، منعتنا ثلاثة وفود من تعزيز معاهدة حظر الانتشار النووي»، قال رئيس الوفد المصري إلى المؤتمر، السفير هشام بدر، منتقداً الولايات المتحدة لأنها «سعت الى تحميل مصر مسؤولية» فشل المؤتمر. وقال مندوب مصر لدى الأمم المتحدة، عمرو رمضان، «لقد سمعنا أحد الوفود يبعد اللوم عن نفسه (الوفد الأميركي)، ويشير بالتحديد الى مصر. إننا ننصح هذا الوفد بأن يستشعر العواقب». كما اتهم المندوب الإيراني إلى المؤتمر لندن وواشنطن وأوتاوا بتخريب الاجتماع، «فقط لحماية مصالح بلد ليس عضواً في المعاهدة، ويهدد السلام والأمن في المنطقة بامتلاكه قدرة نووية»، في إشارة إلى إسرائيل التي لم توقع على معاهدة حظر الانتشار النووي، ولكنها شاركت في المؤتمر بصفة مراقب، وللمرة الأولى منذ 20 عاماً، ورفضت أن يتم تحديد موعد المؤتمر المرتقب أو جدول أعماله، ورفضت كذلك وصاية الأمم المتحدة.

(أ ف ب، رويترز، الأناضول)