أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الولايات المتحدة والقوى الكبرى الخمس الأخرى هي الآن أكثر قرباً من أي وقت مضى من اتفاق مع إيران، التي كشفت على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف أن الطرفين سيبدآن هذا الأسبوع بصياغة نص الاتفاق النهائي حول النووي.واجتمع كيري وظريف في مقر إقامة السفير الإيراني في الأمم المتحدة وناقشا المساعي الرامية للتوصل إلى اتفاق نهائي حول النووي بحلول موعد الثلاثين من حزيران المقبل.
وقال مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الأميركية إن الاجتماع كان «إيجابياً». وأضاف إن الوزيرين «ناقشا العمل الذي قام به المديرون السياسيون والخبراء الأسبوع الماضي في فيينا والسير قدماً في المحادثات».

وأبلغ كيري الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي وعددها 191 دولة «في الواقع نحن أكثر قرباً من أي وقت مضى من الاتفاق الجيد والشامل الذي نسعى إليه. وإذا امكننا الوصول إليه فإن العالم بأكمله سيكون أكثر أماناً»، مضيفاً إن إعادة إيران الي التقيد بالمعاهدة كانت دائماً في صميم المفاوضات مع طهران. وأضاف «إذا تم الوصول الى اتفاق وجرى تنفيذه، فإن ذلك سيغلق جميع المسارات الممكنة لإيران الى المواد النووية المطلوبة لسلاح نووي، وسيعطي المجتمع الدولي الثقة التي يحتاج إليها للتأكد من أن برنامج إيران النووي هو فعلاً سلمي حصرياً». لكن كيري قال «العمل الشاق بعيد عن نهايته، وهناك بعض القضايا الرئيسية لا تزال بحاجة الى حل».
من جهته، قال ظريف «نعتبر الحكومة الأميركية مسؤولة عن تنفيذ تعهداتها الدولية بمقتضى القوانين الدولية... لا يمكن لأي حكومة أن تتملص من مثل هذه التعهدات بسبب قضاياها الداخلية».
واستمر اللقاء ساعة ونصف ساعة، وشارك فيه مساعدا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي وممثل إيران في الأمم المتحدة غلام علي خوشرو.
وأشار ظريف إلى أن إيران ودول السداسية ستبدأ هذا الأسبوع بصياغة نص الاتفاق النووي النهائي، مضيفاً إن "هذه العملية ستتطلب الكثير من الوقت". كما أكد أن إسرائيل تمثل «أكبر خطر على السلام في العالم»، مشيراً إلى أن «النظام الصهيوني» لم يوقع معاهدة حظر الانتشار النووي أو أي اتفاق نووي آخر، رغم أنه يملك أسلحة نووية.
كذلك التقى ظريف مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني.
من جهته، نصح الرئيس الإيراني حسن روحاني، الثلاثاء، المستفيدين من العقوبات الاقتصادية الدولية «بتغيير عملهم» تحسباً لاتفاق نهائي محتمل مع القوى الكبرى حول الملف النووي سيؤدي في حال التوصل إليه الى رفع العقوبات. وقال روحاني في خطاب ألقاه في طهران أمام عمال في مناسبة عيد العمل المصادف الجمعة، إنه «من أجل زيادة الإنتاج، يجب أن تكون لدينا تكنولوجيات جديدة مع إداريين يتحلون بالكفاءة واستثمارات إلى جانب مقاولين» مؤكداً أهمية اجتذاب «رؤوس أموال محلية وأجنبية».

(أ ف ب، رويترز، الأناضول)