أبدت إسرائيل اهتماماً بالغاً بالزلزال المدمر في النيبال الذي استهلك من القادة الإسرائيليين الكثير من المساعي والجهود والتصريحات وإرسال الطواقم والمساعدات، ليس باتجاه إنقاذ الإسرائيليين العالقين في الأراضي النيبالية وحسب، بل لأن تل أبيب تولي أهمية استراتيجية للعلاقة مع كتماندو، كبوابة عبور باتجاه منطقة آسيا.وتعامل الإعلام العبري مع زلزال النيبال كأنه يغطي حدثاً وقع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ تصدر الصفحات الأولى للإعلام العبري مزاحماً أزمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بل وأيضاً التصعيد الأمني شمالاً، مع سوريا ولبنان.

وتعد النيبال قبلة السائحين الإسرائيليين منذ سنوات خلت، بعدما افتتحت كتماندو سفارتها في تل أبيب عام 2007، وتطور العلاقات البينيّة، السياحية والاقتصادية والزراعية، وأيضاً في مجال الصناعة الأمنية والتكنولوجية، حيث تنشد الشركات الإسرائيلية الأيدي العاملة الرخصية في هذا البلد.
والعلاقة الإسرائيلية الخاصة مع النيبال تفسر الاهتمام الإسرائيلي بزلزالها المدمر، ويفسر الجلسات المتتالية التي يعقدها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لخلية الأزمة مع ممثلين من وزارة الأمن والخارجية والصحة وأجهزة الدفاع المدني وقيادة الجبهة الداخلية التابعة للجيش، وكان آخرها أمس، إذ ترأس نتنياهو جلسة خاصة «لتقويم الوضع» في النيبال، ودراسة جهود الإغاثة هناك.
وذكرت وسائل الإعلام العبرية، أمس، أن عدد الإسرائيليين الذين فقد الاتصال بهم تراجع من 250 إلى ما دون 50 إسرائيلياً، مع الترجيح بأنهم أحياء، لكنهم موجودون في مناطق تعاني انقطاع الاتصالات الهاتفية، علماً بأن إسرائيل كانت تتخوف من أنهم قضوا في الزلزال، ومن بينهم بحسب الأنباء العبرية مسؤول أمني رفيع، منعت الرقابة العسكرية نشر اسمه.
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنه تم إنقاذ حوالى عشرين سائحاً إسرائيلياً أمس، من مناطق نائية في النيبال، كانوا محاصرين فيها منذ وقوع الزلزال المدمر قبل بضعة أيام، مشيرةً في بيان لها الى أن نائب رئيس أركان الجيش النيبالي وافق بعد اجتماع بالسفير الإسرائيلي في كتماندو، على إرسال مروحية عسكرية لانتشال سائحين إسرائيليين في متنزة لانغ تانع، الواقع في منطقة البحيرات المتجمدة في النيبال، كما أوعز بإرسال وحدات عسكرية إلى المكان لحماية الإسرائيليين من أعمال عنف تعرضوا لها من قبل سكان محليين.
وأشارت الإذاعة العبرية إلى أنه جرى الاتفاق مع الجهات المسؤولة في النيبال، على السماح لمندوب إسرائيلي بالوجود في مركز القيادة التابع للجيش النيبالي، لإجراء اتصال مستمر بين الجانبين.
وذكرت الإذاعة أن طائرة تابعة لشركة «العال»، حطت في مطار كتماندو وعلى متنها نحو 200 من أعضاء بعثة الإغاثة الإسرائيلية، التي تتضمن فرقاً طبية وطواقم من قيادة الجبهة الداخلية التابعة للجيش، وستعيد الطائرة إلى إسرائيل نحو 250 سائحاً إسرائيلياً، مشيرةً إلى أن من المقرر أن تصل إلى النيبال ثلاث طائرات أخرى تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، وهي محملة بالعتاد والمستلزمات لأعمال الإغاثة وإقامة مستشفى ميداني.