نيقوسيا | حقق مرشح اليسار مصطفى أكينجي في الجولة الثانية من الانتخابات انتصارا كبيرا في انتخابات الرئاسة في جمهورية شمال قبرص التركية، بعدما حصل على 60٪ من مجموع أصوات الناخبين، فيما حصل الرئيس الحالي درويش اروغلو، المدعوم من أحزاب اليمين، على 40٪ من أصوات الناخبين الذين توجه 64٪ منهم إلى صناديق الاقتراع.
وحظي أكينجي بدعم أحزاب وقوى اليسار، ومنها الحزب الجمهوري التركي الذي يترأس الحكومة الائتلافية، بعدما خسرت مرشحة الحزب سيبال سيبار في الجولة الاولى من الانتخابات، فقرر الحزب تأييد أكينجي في الجولة الثانية. وقرر الحزب الديموقراطي، وهو الشريك الثاني في الحكومة الائتلافية، دعم الرئيس اروغلو. ويُذكر ان أكينجي كان قد انتُخب للمرة الأولى رئيساً لبلدية الشطر التركي للعاصمة نيقوسيا عام 1976، وكان عمره آنذاك 26 عاماً. وشغل اراوغلو بعد ذلك العديد من المناصب، بما فيها نائب رئيس الوزراء، عندما كان زعيما لحزب التحرير الاجتماعي الماركسي؛ كما تزعم عام 2003 حركة السلام والديمقراطية التي تحولت الى حزب سياسي باسم حزب الديمقراطية الاجتماعي، الذي فاز مرشحه برئاسة بلدية نيقوسيا العام الماضي.

ومعروف عن أكينجي اعتراضه على سياسات أنقرة في موضوع قبرص، وهو يؤكد على ضرورة توحيد شطري الجزيرة في إطار دولة فدرالية مشتركة ذات كيانين مستقلين تماما في الامور الداخلية، وبعيدا عن تدخل اليونان وتركيا.
وفشلت جميع المساعي الدولية حتى الان في حل المشكلة القبرصية منذ التدخل العسكري التركي، حيث احتل الجيش التركي في تموز من عام 1974 نحو 36٪ من مساحة الجزيرة، وأقام عليها القبارصة الأتراك عام 1983 جمهورية شمال قبرص التركية التي لا تعترف بها سوى تركيا. وانضم الشطر الجنوبي من الجزيرة، المعترف به دوليا، عام 2004 إلى الاتحاد الأوروبي الذي يدعو للاعتراف بالجمهورية القبرصية التي يمثلها القبارصة اليونانيون كأحد الشروط الرئيسية للاستمرار في مباحثات انضمام تركيا للاتحاد.