توالت ردود الفعل التركية على الإدانات التي وُجهت إلى البلاد في ذكرى «الإبادة الأرمنية»، فقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن "آخر البلدان التي يحق لها الكلام عن إبادة هي ألمانيا وروسيا وفرنسا"، داعياً هذه البلدان إلى "إزالة النقاط السوداء من تاريخها نفسه". وقال أردوغان إن القادة الأوروبيين "لديهم آذان لا تسمع وعيون لا ترى وألسنة لا تقول الحقيقة"، متهماً من يستخدمون عبارة «إبادة» بدعم "المطالب القائمة على الأكاذيب الأرمنية".
ورداً على إدانة البابا لتركيا، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو يوم السبت الماضي إن "على البابا أن يقدم كشف حساب حول محاكم التفتيش في الأندلس والقتلى من المسلمين واليهود؛ وعلى الذين يعلنون قرارات ضد تركيا (حول المزاعم الأرمنية) وهم جالسون في عواصمهم أن يقدموا كشف حساب بخصوص الأبخازيين، والشركس، والشيشانيين، وأتراك الأهيسكا، والجورجيين، الذين لجأوا إلى الأناضول، جراء تعرضهم للتهجير والإبادة العرقية في القوقاز"، في إشارة إلى التهجير الممنهج الذي مارسته روسيا بحق الأخيرين.
وكانت وزارة الخارجية التركية قد رفضت ونددت في بيان أصدرته يوم الجمعة الماضي باستخدام الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والالماني يواكيم غاوك كلمة "الإبادة" لوصف أحداث عام 1915، وأخذت على روسيا "ممارساتها غير الإنسانية التي تستهدف الشعوب التركية والمسلمة". وانتقدت الوزراة في بيان منفصل الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أصدر يوم الخميس الماضي بياناً وصف فيه المجازر التي ارتكبت بحق الأرمن بالـ"مذبحة المروعة"، متجنباً استخدام كلمة "إبادة"؛ وقالت الوزارة في بيانها: "نرفض أي مفهوم للعدالة تمييزي ومتحيز"، منددة بتبني أوباما "وجهة نظر أحادية الجانب".
أما وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، فاتهم أرمينيا ومن يؤيد مزاعمها بتحريف التاريخ، قائلاً: "إذا كنتم واثقين من ادعاءاتكم، فافتحوا أرشيفكم" حول أحداث 1915. "تركيا واثقة من نفسها ومستعدة لفتح أرشيفها وتشكيل لجنة مشتركة (من المؤرخين) مع الجانب الأرمني، ومنفتحة على مساهمة جميع الأطراف"، مضيفاً أن تركيا مستعدة لقبول النتيجة التي ستصل إليها اللجنة، وأن أرمينيا غير متعاونة بهذا الخصوص، لأنها «تدرك أن افتراءتها لا تمت إلى الواقع بصلة».

(أ ف ب، الأناضول)