يتسع هامش المناورة الأميركية باتجاه إيران، يوماً بعد يوم، انطلاقاً من الملف النووي وربطاً بصفقة الصواريخ الروسية «اس 300» التي استغلها، أخيراً، قائد أركان الجيوش الأميركية مارتن دمبسي ليعيد التلويح بالخيار العسكري ضد طهران، الأمر الذي استدعى ردوداً إيرانية، جاء أبرزها على لسان المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي الذي أكد، أمس، أن الجيش الإيراني سيرفع «جهوزيته»، مشدداً على أن «أميركا، لا إيران، هي مصدر التهديد».وفي خطاب لدى استقباله قادة من الجيش، قال خامنئي إن «كل القوات، الجيش والحرس الثوري، عليها أن ترفع جهوزيتها العسكرية والدفاعية يوماً بعد يوم»، مؤكداً أنها «تعليمات رسمية».

وأضاف «بعد صمت معين، تحدث أحد مسؤوليهم عن الخيارات المطروحة. من جهة، إنهم يمارسون الخداع ومن جهة أخرى يطلبون أن توقف الجمهورية الإسلامية تقدمها الدفاعي. لن نقبل أبداً هذه الكلمات الحمقاء». كما ندد المرشد الأعلى بمن «يهددون (إيران) عسكرياً بوقاحة».
وفي موازاة تشديده على أنه «رغم تعزيز قدراتها الدفاعية والعسكرية، فإن الجمهورية الإسلامية لن تشكل أبداً أي تهديد لبلدان المنطقة وجيرانها»، إلا أنه استدرك بالقول «ولكن في حال (شن) عدوان فسندافع عن أنفسنا بقوة».
كما أصرّ خامنئي على وجوب تعزيز قدرات إيران «على الصعيد البالستي والطائرات من دون طيار»، مكرراً تشديده على أن بلاده «لا تسعى الى امتلاك قنبلة نووية».
أعلن الجنرال سلامي أن
طهران لن تجيز أبداً تفتيش مواقعها العسكرية

أما في ما يتعلق بالملف النووي، فقد رأى أن الولايات المتحدة اختلقت «أسطورة» الأسلحة النووية، لتصوير طهران كمصدر للتهديد. وفي هذا الإطار قال «كلا. إن مصدر التهديد هو أميركا نفسها بتدخلاتها غير المحكومة بقيود والمسببة لانعدام الاستقرار».
في السياق ذاته، شدد الرئيس الإيراني حسن روحاني، السبت، على أن القوات المسلحة الإيرانية لا تشكل تهديداً لأحد في المنطقة.
وفي خطاب بثه التلفزيون الحكومي مباشرة، لمناسبة العرض العسكري السنوي للجيش الإيراني، قال روحاني إن «القوات المسلحة تجلب الهدوء إلى الأمة والشعوب الأخرى في المنطقة». وأضاف إن «قواتنا البحرية ترفع رايتنا من الخليج الفارسي إلى خليج عدن، ومن بحر عمان إلى البحر المتوسط، لكن هذا الوجود يهدف إلى ضمان أمن الدول المطلّة عليها والنقل البحري».
وتابع روحاني إنه «يجب ألا يشعر أحد بالقلق من وجود القوات البحرية الإيرانية»، مؤكداً أن «مناورات الجيش والحرس الثوري تجلب الهدوء لشعوب المنطقة، واستراتيجيتنا كانت باستمرار استراتيجية ردع لجلب السلام والأمن إلى المنطقة».
من جهة أخرى، أعلن مسؤول عسكري إيراني كبير أن طهران لن تجيز أبداً تفتيش مواقعها العسكرية، في إطار اتفاق مقبل حول البرنامج النووي. وقال المسؤول الثاني في الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي، وفق ما نقل عنه الموقع الرسمي «صباح نيوز»، «لن نسمح للأجانب بتفتيش مواقعنا العسكرية، كل أسرارنا موجودة فيها. ليس ذلك فقط، حتى الحديث عن هذا الأمر يشكل إذلالاً وطنياً».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)




إيران وأفغانستان ستكافحان الإرهاب معاً

أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الأفغاني أشرف غني، أمس، أن بلديهما سيعززان تعاونهما في مكافحة «الإرهاب والتطرف»، الآخذين في الانتشار في المنطقة.
وقال روحاني، في مؤتمر صحافي مشترك مع غني في اليوم الأول من زيارته طهران، «اتفقنا على مزيد من التعاون لمكافحة الإرهاب والعنف والتطرف في المنطقة، وخصوصاً في المناطق الحدودية».
وأشار في هذا الإطار إلى تبادل المعلومات و«عند الضرورة تنفيذ عمليات» مشتركة، لأن مشاكل الأمن «لا تقتصر على بلد بعينه وتنتشر تدريجاً في المنطقة».
في سياق آخر، اعتبر الرئيس الإيراني أن «تهريب المخدرات هو مشكلة إيران وأفغانستان ودول أخرى». وأضاف «اتفقنا على التعاون لتبادل المعلومات وتنفيذ عمليات مشتركة ضد عصابات المهربين»، موضحاً أن إيران مستعدة لمساعدة أفغانستان لإرساء «زراعات بديلة» من المخدرات.
من جهته، قال غني «نحن نواجه خطراً جدياً وأشكالاً متعددة من الإرهاب... نحن نواجه الخوف والوحشية. ومن دون تعاون موسع وقوي، لا يمكن اجتثاث ظاهرة داعش المروعة».
(أ ف ب)