وصفت جريدة «ذي إنديبندنت» انتخاب مرشح «المؤتمر التقدمي»، الجنرال محمد بخاري، رئيساً لنيجيريا بالحدث «الثوري حقيقةً»، عازية فارق الأصوات الكبير عن منافسه الرئيس السابق، غودلاك جوناثان، لتمتعه بالصدقية «القيمة الأثمن في السياسة»، ولحفاظه على مستوى معيشي متواضع رغم حكمه البلاد سابقاً لما يقارب العامين.تنقل الصحيفة عن مركز دراسات «Pew» أن الهاجس الأساسي لـ72% من النيجيريين هو التطرف الديني، وخاصة جماعة «بوكو حرام» التي قتلت أكثر من 13000 وهجّرت 1.5 مليون من مواطنيهم، وأن 86% و88% من النيجيريين يرون أن الفساد والجريمة على التوالي يمثلان كبرى مشكلات البلاد. وبالنسبة إلى الملايين التي صوتت لبخاري، فإن الجنرال المتقاعد ذي الـ72 عاماً هو الشخص المناسب لمعالجة هذه المشكلات بالذات.

بخاري تعهد بعد انتخابه رئيساً أن «يخلّص الأمة من إرهاب جماعة بوكو حرام»، طارحاً نفسه موحّدا للشعب النيجيري. وكان يقول: «يمكنني أن أؤكد لكم أن بوكو حرام ستشعر سريعا بقوة إرادتنا الجماعية والتزامنا أن نخلص الأمة من الإرهاب وأن نرسي السلام». وهو الذي نجا من محاولة لاغتياله في شهر تموز من العام الماضي، فوعد آنذاك بإنهاء تمرد الجماعة «خلال أشهر» إذا جرى انتخابه رئيساً، كما رفض المشاركة في محادثات مع الجماعة.
ولا يزال النيجيريون يتذكرون موقف بخاري وهو قائد عسكري عام 1983 عندما ضمت التشاد بعض الجزر النيجرية في بحيرة التشاد، فحاصر الجزر وطرد محتليها.
أما بالنسبة إلى الفساد والجريمة، فيتذكر النيجيريون أيضاً «الحرب ضد الفوضى» التي شنها الجنرال خلال حكمه بين كانون الثاني 1984 وآب 1985، وتركت انطباعاً بأن الرجل «غير قابل للإفساد». أدت الحملة المذكورة إلى سجن نحو 500 سياسي ومسؤول حكومي ورجل أعمال، وكان الموظفون الحكوميون المتأخرون عن الحضور إلى مراكز عملهم يُجبرون على «سير البطة» أمام الناس، كما أمر جنوده بجلد (بالمعنى الحرفي، بالسياط) من لا ينتظم في صفوف الركاب عند مواقف الباصات.
وكتدبير لمحاربة التلاعب بالنقد، قرر بخاري استبدال أوراق العملة بأخرى، وأمر الناس بتبديل نقودهم لدى المصارف في مهلة زمنية محددة، لكن الرجل اصطدم بمصالح التجار وإرادة مؤسسات النظام الدولي القائمة، إذ قطع العلاقات مع صندوق النقد الدولي، وأمر بتثبيت الأسعار والحد من استيراد البضائع ولا سيما الكمالية، وذلك للحد من توسع العجز التجاري، ثم ارتفعت الأسعار، وأدت قرارات البخاري تلك إلى انقلاب الجنرال إبراهيم بابانغيدا في آب 1985 فسجن الأول 40 شهراً.
رغم ذلك، ظل الجنرال «العنيد» يدافع عن مرحلة حكمه، لكنه على ما يبدو «تعلم الدرس» جيدا، إذ حرص أثناء ترقبه نتيجة الانتخابات الأخيرة على الظهور تلفزيونياً مع «رجل يبتسم وهو يرتدي بذلة رمادية أنيقة، هو أليكو دانجوتي، أبرز رجال الأعمال في نيجيريا وأغنى أغنياء أفريقيا»!
(أ ف ب، الأناضول)