هاجم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك وبروكسل، واتهمهما بتأجيج التوتر بين موسكو والاتحاد الأوروبي بسبب الأزمة الأوكرانية، في وقت أكدت فيه ألمانيا أن الحل السياسي في أوكرانيا بعيد المنال.وأوضح لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك في موسكو مع وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل غارسيا ـ مارغالو أن تاسك «اعتذر» لأن الاتحاد الأوروبي لم يتصرف بسرعة تجاه موسكو مثلما فعلت الولايات المتحدة، وذلك أثناء اجتماع مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أول من أمس، وهي التصريحات التي لم تظهر في روايات البيت

الأبيض أو الاتحاد الأوروبي عن المحادثات.
وقال لافروف «من خلال.. عملية بناء التوافق ينبغي على أعضاء الاتحاد الأوروبي أنفسهم تعيين حدود تصرفات المسؤولين الذين يجلسون في بروكسل ويدلون بالبيانات نيابة عن دول الاتحاد البالغ عددها 28 دولة».
واتهم الوزير الروسي بروكسل بزيادة حدة المواجهة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا من خلال إهمال تحقيق تقدم في تنفيذ البنود العسكرية لاتفاقات مينسك وتأجيل تنفيذ القسم السياسي منها، وبالتالي تطبيع العلاقات بين موسكو وبروكسل، رغم رغبة معظم الدول الأوروبية في ذلك.
ألمانيا: حل أزمة أوكرانيا لا يزال بعيداً

كذلك اتهم وزير الخارجية الروسي كييف بعرقلة تنفيذ اتفاقات مينسك ومحاولة تجنب الإصلاحات السياسية.
ولفت لافروف إلى أن «سلطات كييف ترفض قطعاً تشكيل لجان العمل، وهو البند الذي اتفقت عليه رباعية النورماندي، وكذلك التوصل إلى اتفاق مع دونيتسك ولوغانسك حول إجراء انتخابات محلية».
وأضاف أن كييف تحاول كذلك إعاقة عمل مجموعة الاتصال الثلاثية الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية، في محاولة، على ما يبدو، للتشكيك في تنفيذ البنود العسكرية من الاتفاقات، وبالتالي تجنّب إجراء إصلاحات سياسية.
وأشار الوزير الروسي إلى أن دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قادرة على فرض عقوبات على كييف لإجبارها على تنفيذ ما تم التوصل إليه، داعياً مجدداً إلى تنفيذ كافة الإجراءات الخاصة باتفاقات مينسك.
على صعيد آخر، شدد لافروف على أن زيادة النشاط العسكري على حدود روسيا لا تساعد على إعادة الثقة في منطقة أوروبا والمحيط الأطلسي، مشيراً إلى أن ردّ موسكو على ذلك سيكون مناسباً.
وقال «سنضطر إلى الرد على ذلك بشكل مناسب، إلا أننا على اقتناع بضرورة حل هذه القضايا من خلال الحوار على أساس المساواة والاحترام المتبادل».
من جهة أخرى، أعلن الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو أن الطرفين المتنازعين في شرقي أوكرانيا سحبا الجزء الأكبر من أسلحتهما الثقيلة من الخطوط الأمامية لجبهات القتال، في إطار تنفيذ اتفاق مينسك لوقف إطلاق النار.
وكشف بوروشنكو، في مقابلة مع التلفزيون الحكومي مساء الاثنين، أن القوات الحكومية «سحبت الجزء الأكبر من أنظمة إطلاق الصواريخ والمدفعية الثقيلة»، مضيفاً «لاحظنا أن المقاتلين الموالين لروسيا سحبوا أيضاً جزءاً مهماً».
وأكد بوروشنكو أن اتفاق وقف إطلاق النار يبدو متماسكاً بشكل جيد حتى الآن رغم الاشتباكات المتقطعة بين الطرفين، موضحاً أن القصف المدفعي توقف على الجزء الأكبر من خطوط الجبهة التي يصل طولها إلى 485 كيلومتراً، بعدما نجحت كييف «في صد المعتدين».
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، أمس، أن «حل أزمة أوكرانيا لا يزال بعيداً»، مشيراً إلى أن «كييف لا تزال بحاجة إلى الكثير من الدعم بالنظر إلى حالة اقتصادها المتدهورة».
وأضاف شتاينماير في تصريح صحافي مشترك مع نظيره البلغاري دانيال ميتوف، في صوفيا، «الطريق الذي نسير فيه ربما هو أول خطوة في سبيل تهدئة الموقف، لكننا نعلم جميعاً أننا لا نزال بعيدين جداً عن الحل. إنني بحاجة إلى التأكيد مجدداً على المشاركة المالية تجاه أوكرانيا بالنظر إلى وضعها الاقتصادي الخطير».
إلى ذلك، حذر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، أمس، من أن روسيا قد تشكل «الخطر الأكبر» على بريطانيا.
واتهم هاموند الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتقويض القوانين الدولية التي تحفظ السلام بين الأمم، وقال إن تصرفاته في شبه جزيرة القرم وشرقي أوكرانيا «تقوّض بشكل كبير» أمن دول أوروبا الشرقية.
ولفت إلى أن «السلوك العدواني» لموسكو يشكل «تذكيراً صارماً بأنها قادرة على أن تشكل الخطر الأكبر على أمننا»، مشيراً إلى أن جمع المعلومات الاستخبارية حول قدرات روسيا «سيشكل جزءاً أساسياً من جهودنا الاستخبارية في المستقبل القريب».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، الأناضول)