بالتزامن مع سعي رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى نسف أي اتفاق محتمل حول الملف النووي بين طهران وواشنطن، التقى وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أمس، نظيره الإيراني، محمد جود ظريف، في مونترو في سويسرا، من أجل التفاوض في هذا الملف، في الوقت الذي ذكرت فيه وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أن هناك خطوات جادّة اتُّخذت في المحادثات، لافتة الانتباه إلى أنهم اقتربوا من التوصل إلى اتفاق نووي. وفي تصريحات صحافية، أوضحت موغريني أن اللقاء الذي جمع بين كيري وظريف «مضى بشكل جيد وإيجابي».
وإن أسهم الملف النووي في جانب منه، في استعار سباق التخاطب على الملأ بين نتنياهو وباراك أوباما، من خلال محاولة أوباما توجيه ضربة استباقية إلى نتنياهو في مقابلة مع وكالة «رويترز»، إلا أن هذه المقابلة أدت في جملة ما أدت إليه من نتائج، إلى استنفار إيراني مقابل تصريح أوباما بأنّ على طهران أن تلزم نفسها بتجميد أنشطتها النووية الحساسة، لمدة 10 سنوات على الأقل، وهو التصريح الذي يشكل المؤشر الأقوى حتى الآن على الخط الأحمر، الذي تضعه إدارته من أجل التوصّل إلى «اتفاق ناجح»، والذي وصفته طهران على لسان وزير خارجيتها، بأنه «غير مقبول».
وفي مقابلة مع «رويترز» في البيت الأبيض، يوم الاثنين، قال أوباما إنه يجب على إيران أن تلزم نفسها بتجميد لأنشطتها النووية، يمكن التحقق منه على مدى 10 سنوات على الأقل، من أجل التوصّل إلى اتفاق نووي مهم بين طهران والقوى العالمية الست.
ورداً على سؤال عن فرص التوصل إلى اتفاق نهائي مع إيران قبل مهلة أبعد، حدّد لها الثلاثين من حزيران، قال أوباما إن هناك شكاً كبيراً في ما إذا كانت إيران ستوافق على مطالب بتفتيش صارم وعلى المستويات المنخفضة لقدرات تخصيب اليورانيوم التي سيتعيّن عليها الالتزام بها. واستطرد قائلاً: «لكن إذا وافقوا على ذلك فسيكون ذلك أكثر تأثيراً في السيطرة على برنامجهم النووي من أي عمل عسكري قد نتخذه ومن أي عمل عسكري قد تتخذه إسرائيل وسيكون أكثر فاعلية بكثير من العقوبات».
وأمس، نقلت وكالة «فارس» عن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ردّه على تصريحات أوباما بالقول إن «موقف أوباما، جرى التعبير عنه بعبارات غير مقبولة وتنمّ عن تهديد، لن تقبل إيران المطالب المبالغ فيها وغير المنطقية».
كذلك، قال ظريف في استراحة غداء وسط محادثاته مع كيري، إن «هناك جدية في حاجتنا لإحراز تقدم. وكما نقول دائماً نحن نحتاج للإرادة السياسية المطلوبة لتفهم أن السبيل الوحيد لإحراز تقدم هو المفاوضات»، فيما أكد كيري أن المناقشات مُستمرة بشكل مثمر.
في هذا الوقت، أشار وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، في جنيف، إلى أن المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، حققت تقدماً هذا العام أكثر ممّا حققته في العقد الماضي.
(الأخبار، أ ف ب)