محاربة الإرهاب والإسلاموفوبيا، ورفع التعاون التجاري إلى 3 مليارات خلال سنتين، ثم إلى 10 مليارات في ما بعد، هي أبرز المقررات التي خلص إليها اجتماع «المجلس الاستراتيجي الأعلى» بين تركيا وباكستان. وبعدما تراجعت الإيرادات من التجارة بين البلدين نحو 400 مليار دولار في أربع سنوات، انعقد في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، يوم أمس، المجلس الذي تأسس عام 2009، من دون أن يحمل في تسميته كلمة «الاستراتيجي» التي أُضيفت في الدورة الثالثة عام 2013، «لتسليط الضوء على طبيعة العلاقة بين البلدين»، بحسب تصريحات لمسؤولين أتراك.والتقى رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، بنظيره الباكستاني، نواز شريف، مع مجموعة من الوزراء والمسؤولين من الطرفين، في زيارةٍ تركية تستمر يومين.

وأكد داوود أغلو أن تركيا وباكستان ستتابعان تعاونهما في محاربة الإرهاب والإسلاموفوبيا حول العالم، موضحاً أن للدولتين موقعاً مشتركاً إزاء اعتداءات الإرهاب والممارسات المعادية للإسلام في العام. وقال داوود أوغلو، إن الوقت قد حان للبشرية جمعاء كي تعمل جنباً إلى جنب ضد كل أنواع العنصرية ورهاب الأجانب ورهاب الإسلام.
من جهته، أكد شريف أن بلاده ستتابع مع تركيا محاربة الإرهاب بأشكاله كافة، مؤكداً رفضه للإسلاموفوبيا وللإساءة للنبي محمد. الطرفان اللذان يشتركان بقضايا عدة، وقّعا عدداً من الاتفاقات في مجال الطاقة والتعاون الاقتصادي، فيما أعلن داوود أوغلو منح 20 مليون دولار للشعب الباكستاني النازح، «بسبب الارهاب والفيضانات».
من جهة أخرى، أبلغ شريف نظيره، استعداد بلاده وجهودها لتطبيع العلاقات مع الهند، لإيجاد حل سلمي للصراع حول كشمير المتنازع عليها، وقدم معلومات للجانب التركي عن التعاون المتواصل مع أفغانستان في ما يخص الجهود ضد التسلح والإرهاب في المنطقة. كذلك، أكد المسؤول التركي أهمية السلام والاستقرار في أفغانستان، «جارة باكستان وتركيا».
ومن المقرر أن تنعقد قمة على مستوى وزراء الخارجية في تركيا الشهر المقبل، في وقتٍ أكد فيه داوود أوغلو وجود محادثات بين الطرفين لصياغة اتفاق للتجارة الحرة. وقال في هذا المجال: «لقد لاحظنا انخفاضاً طفيفاً في مستوى التجارة بيننا، لذا نتطلع الى بلوغ تجارتنا 3 مليارات دولار خلال السنتين المقبلتين، و10 مليارات في ما بعد».
وكان مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للأمن القومي والعلاقات الخارجية، سرتاتش عزيز، قد نوه عشية زيارة داوود أغلو، بأهمية الزيارة، لكون رئيس الوزراء «يولي أهمية كبرى للعلاقة مع باكستان»، بحسب تعبيره.
وذكّر عزيز، في حديثٍ إلى وكالة الاناضول، بأن رئيس الوزراء الباكستاني، سبق أن دعا رجال الأعمال الأتراك إلى الاستثمار في باكستان، وذلك خلال زيارته لتركيا نهاية عام 2013، مبيناً أن الشركات التركية أصبحت أكثر فعالية في باكستان خلال السنوات الأخيرة.

(أ ف ب، الأناضول)