استمرّت التظاهرات، أمس، في أنحاء العالم احتجاجاً على نشر رسوم كاريكاتورية للرسول في صحيفة «شارلي إيبدو».وفي الوقت الذي شهد فيه محيط سفارة فرنسا في طهران، تظاهرة لنحو ألفي شخص، تظاهر نحو 800 ألف شخص في العاصمة الشيشانية غروزني. كذلك أحرق متظاهرون أفغان العلم الفرنسي، فيما أطلق متظاهرون في غزة تهديدات ضد فرنسا.
وفي طهران، هتف المتظاهرون: «الموت لفرنسا» و«الموت لإسرائيل» و«نحب الرسول»، بحسب ما أفادت وكالة «فرانس برس»، بينما طالب آخرون بإقفال السفارة.

ورفعت في التظاهرة صور للشهيد، جهاد مغنية، وأُحرقت أعلام أميركية وإسرائيلية، في نهاية التظاهرة، ونُزعت اللوحة التي تحمل اسم شارع «نوفل لوشاتو» حيث تقع السفارة، من مكانها.
وانتشرت قوة أمنية كبيرة لحماية المبنى الواقع في وسط المدينة ومنعت الحشد من الوصول إليه.
وفي العاصمة الشيشانية غروزني، خرج مئات الآلاف إلى الشوارع، في تظاهرة ضخمة برعاية الدولة، ضد الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى النبي. وقدرت وكالة «فرانس برس» عدد المشاركين في التظاهرة بمئات الآلاف، فيما أعلنت السلطات في الدولة الخاضعة للرقابة الشديدة، أن أكثر من مليون شخص شاركوا في التظاهرة.
وقال الرئيس رمضان قديروف، إن «هذا احتجاج ضد من يؤيّدون نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد». وهاجم قديروف الحكومة الفرنسية لدعمها حق صحيفة «شارلي ايبدو» في نشر رسوم للنبي على صفحتها الأولى، بعد أسبوع على هجوم شنّه مسلّحان «إسلاميان» على الصحيفة وقتلا 12 شخصاً في مكاتبها في باريس. وقال قديروف: «نحن نقول بحزم إننا لن نسمح لأحد مطلقاً بأن يفلت من العقاب على إهانته نبيّنا وديننا».
وفي أنحاء أخرى من العالم، خرجت تظاهرات في أفغانستان وباكستان ضد «شارلي ايبدو»، وأحرق المتظاهرون الأعلام الفرنسية، ودعوا الحكومة إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع فرنسا.
وهتف متظاهرون في مدينة جلال أباد شرق افغانستان بشعارات معادية لفرنسا، متعهدين الدفاع عن الإسلام.
وفي باكستان المجاورة، اعتقل خمسة متظاهرين في مدينة بيشاور شمال غرب البلاد، واعتقل آخر في مدينة كراتشي، خلال تظاهرتي تنديد بالأسبوعية الفرنسية.
أما في غزة، فقد أحرق نحو مئتين من السلفيين، تظاهروا أمام المركز الثقافي الفرنسي في غزة، العلم الفرنسي، مهددين بمهاجمة الفرنسيين.
وتظاهر نحو مئتي شخص يرتدي معظمهم ملابس سوداء ويرفعون الأعلام السود وبعض منهم ملثمون، وسط مدينة غزة في ساحة الجندي المجهول، حيث أحرقوا العلم الفرنسي.
وحاول المتظاهرون اقتحام المركز الثقافي الذي أشعلوا النار أمامه، على الرغم من تدخل الشرطة ومحاولتها منعهم من ذلك.
وفي النيجر، أعلن المتحدث باسم الشرطة، أمس، أن 45 كنيسة أحرقت، السبت، في نيامي خلال التظاهرات التي تحوّلت إلى أعمال شغب ضد صحيفة «شارلي ايبدو».
وقال المتحدث باسم الشرطة، اديلي تورو، في مؤتمر صحافي إن «خسائر كبيرة سجلت: 45 كنيسة وخمسة فنادق و36 حانة ودار للأيتام ومدرسة مسيحية كلها نهبت قبل أن تحرق». وقد أدت هذه الاحتجاجات إلى سقوط خمسة قتلى و128 جريحاً، بينهم 94 من أفراد قوات الأمن و34 متظاهراً. وتحدث تورو عن اعتقال 189 شخصاً.
(رويترز، أ ف ب)