عقدت إيران والقوى العالمية المحادثات النووية في جنيف، أمس، على مستوى المديرين السياسيين، بعد أسبوع من الاجتماعات الدبلوماسية المكثفة بين وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ونظرائه من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، على أن تستأنف في أوائل شهر شباط المقبل، حسبما أعلن مبعوث الصين.وتأتي هذه الجولة، غداة تصريحات غربية وإيرانية أبدت تصميماً متبادلاً على المضي قدماً في المفاوضات، متخطية كل العوائق.

ففي حين دعا ظريف، السبت، إلى التخلي عن «ممارسة الضغط» على طهران، محذراً من أن ذلك قد يؤثر على إبرام اتفاق، هدّد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بدعم من رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، باستخدام الفيتو ضد أي قانون لإقرار عقوبات جديدة على إيران، لأنه سيعرض للخطر المفاوضات الجدية الجارية.
وترأست مديرة الشؤون السياسية في الاتحاد الأوروبي، هيلغا شميد، المحادثات المغلقة في بعثة الاتحاد الأوروبي في جنيف، والتي حضرها مسؤولون من إيران وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة، في مسعى إلى اتفاق نووي.
وبعد المحادثات المغلقة، قال كبير المفاوضين الصينيين، وانغ تشون، للصحافيين، إن إيران والقوى العالمية أحرزت تقدماً «محدوداً»، خلال اجتماع عقد على مدى اليوم في جنيف.
وفيما شدّد وانغ على أهمية هذه الجولة، أشار إلى أن «الوقت يضيق. وتأمل بكين أن تستغل كل الأطراف هذه الفرصة التاريخية لمسابقة الزمن وللقيام بأمرين: الأول هو تبني نهج عملي ومرن ويتسم بالحكمة. والثاني هو إظهار الحد الأقصى الممكن من الإرادة السياسية والقرارات السياسية الحاسمة».
وكان ظريف قد دعا، السبت، إلى التخلي عن «ممارسة الضغط» على طهران، محذراً من أن ذلك قد يؤثر على إبرام اتفاق بشأن الملف النووي.
وقال: «لا يمكن الجمع بين سياسة الضغط والتفاوض. إذا رغبت الدول الغربية في التفاوض مع إيران، فعليها اتخاذ قرار سياسي يمكن أن يكون صعباً بالنسبة إلى بعضها والتخلي عن الرغبة في ممارسة الضغط».
من جهته، أكد أحد كبار المفاوضين الإيرانيين ونائب وزير الخارجية، عباس عرقجي، أن اتفاقاً نووياً «ممكن»، إذا تحلّت الولايات المتحدة بـ«الإرادة الحسنة».
وقال عرقجي، في وقت مبكر السبت، «سنواصل هذا الصباح المفاوضات الثنائية مع الولايات المتحدة، وبعد الظهر مع المسؤولين الروس»، مضيفاً «لا يزال لدينا أمل وأعتقد أنه إذا كان لدى الطرف الآخر الإرادة الحسنة والتصميم الضروري، فمن الممكن التوصل إلى اتفاق».
في مقابل ذلك، بدا مصدر غربي مقرّب من المفاوضات أقل تفاؤلاً من عرقجي، فقد اعتبر أن «الصعوبة هي أن الإيرانيين لم يقوموا بعد بكل ما هو مطلوب لكي نتوصل إلى اتفاق جيّد يسمح بالحد من قدرتهم على التخصيب بشكل جوهري ولكي نتأكد جميعاً من أنهم لا يملكون القدرة التقنية على المضي سريعاً نحو قنبلة نووية».
إلا أن المستوى الرسمي الغربي بدا أكثر إصراراً على تحقيق اتفاق، في ظل تهديد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بدعم من رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، باستخدام الفيتو ضد أي قانون لإقرار عقوبات جديدة على إيران، لأنه سيعرض للخطر المفاوضات الجدية الجارية.
وأعلن الرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني، أن «على الكونغرس أن يتحلّى بالصبر»، مضيفاً: «لقد أبلغت زملائي في المجموعة الانتخابية في الحزب الديموقراطي، أمس، أنني سأستخدم الفيتو ضد أي مشروع قانون يصل إلى مكتبي».
وأضاف إن أي عقوبات جديدة «ستعرّض للخطر إمكان التوصل إلى حلّ دبلوماسي لإحدى أصعب المسائل المتعلقة بالأمن القومي التي نحاول التعامل معها منذ زمن طويل».
من جهته، انبرى رئيس الوزراء البريطاني قائلاً إن إقرار عقوبات جديدة «في هذه المرحلة لن يساعد المفاوضات» و«قد يؤدي إلى «تفكك وحدة المجتمع الدولي» حيال إيران، مشيراً إلى أن المحادثات بحاجة إلى «وقت» لكي تصل إلى نتيجة.
وأضاف كاميرون، الذي قام بزيارة لواشنطن يومي الخميس والجمعة: «نبقى مصممين كلياً على التأكد من أن إيران لا يمكنها إنتاج سلاح نووي».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)