ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن نقاشاً حاداً دار بين الرئيس الأميركي باراك أوباما، والسيناتور الديموقراطي روبرت مننديز، تجاذبا خلاله بشأن ما إذا كان ينبغي على الكونغرس فرض عقوبات جديدة على إيران أثناء المفاوضات، وذلك في الوقت الذي استكمل فيه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لقاءاته في باريس بوزيري الخارجية الأميركي جون كيري، والفرنسي لوران فابيوس، لبحث سير المفاوضات.
وفي سياق تقرير نشرته أمس، أوضحت «نيويورك تايمز» نقلاً عن مسؤولين أميركيين شهدوا النقاش ورفضوا الكشف عن هوّيتهم، أن أوباما تعهد، خلال الحديث الذي كان متوتراً ولكن لم يخرج عن مبادئ الاحترام، باستخدام «الفيتو» ضد التشريعات القانونية التي يعتزم طرحها السيناتور مننديز، والسيناتور الجمهوري مارك كيرك، والتي تقضي بفرض عقوبات على إيران قبل بدء المحادثات النووية المتعدّدة الأطراف، المقرر إجراؤها مع طهران نهاية هذا الصيف.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا النقاش حدث خلف الأبواب المغلقة في مدينة بالتيمور الأميركية، حيث ينعقد مؤتمر لبحث شؤون الديموقراطية في مجلس الشيوخ، لافتة في الوقت ذاته إلى أن أوباما تحدث إلى أعضاء مجلس الشيوخ على مدى حوالى ساعتين، تعهد خلالها بمواصلة حملته السياسية خلال السنتين الأخيرتين من رئاسته.
ووفقاً للشهود، فإن أوباما حثّ المشرعين على التوقف عن السعي لفرض عقوبات جديدة على إيران، قائلاً إن مثل تلك الخطوة ستقوّض سلطته وقد تفشل المحادثات، مضيفاً أن مثل هذا العمل الاستفزازي قد يؤدي إلى إلقاء المراقبين الدوليين، فضلاً عن الإيرانيين، اللوم على أميركا في حال انهارت المحادثات قبل الموعد المحدّد لها في 30 حزيران.
ويأتي ذلك فيما كان المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، قد قال إن الخلافات بين الولايات المتحدة وإيران ستبقى حتى في حال التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي. وقال أرنست، أول من أمس: «ما زلنا نعتقد أن فرص التوصل إلى اتفاق لا تتجاوز 50 في المئة، حتى وإن استطعنا التوصل إلى اتفاق، فإن علاقاتنا مع إيران ستكون بعيدة عن الوضع الطبيعي».
أما في ما يتعلّق بسير المفاوضات، فقد أجرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس، في باريس، محادثات مع نظيريه الأميركي جون كيري، والفرنسي لوران فابيوس، بعدما كان قد التقى الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، فدريكا موغيريني.
وأوضح مسؤول أميركي أن ظريف وكيري اللذين التقيا، طيلة ست ساعات، الأربعاء، في جنيف، تحاورا في باريس لمدة تقل عن ساعة.
وتجري هذه اللقاءات في العاصمة الفرنسية، بينما يجتمع المفاوضون المشاركون في التفاوض بشأن الملف النووي الإيراني من جهتهم في جنيف.
وأفاد بيان لوزارة الخارجية الفرنسية بأن «اللقاء (بين ظريف وفابيوس) تمحور حول الملف النووي، خصوصاً أن المناقشات بين (5 +1) ستستأنف في الثامن عشر من كانون الثاني»، و«سبل التوصل إلى حل سلمي» للأزمة.
من جهتها، شدّدت موغيريني، في بيان نُشر بعد اللقاء مع ظريف، على ضرورة إتمام محادثات القوى العالمية الست مع إيران بشأن برنامج طهران النووي في الوقت المحدد. كذلك أكدت «التزامنا الشديد بحل دبلوماسي يتناول المخاوف الدولية بالكامل بشأن الطبيعة السلمية للقضية النووية الإيرانية ووجوب الانتهاء من المفاوضات وفقاً للموعد المتفق عليه».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)